"الإدمان" كلمة تطلق على تعلّق الإنسان بأمر معين وعدم قدرته على تركه أو تجاوزه مهما حاول، وهو ما يحصل في حال استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية التي تنقلهم إلى عالم جديد لا يوجد فيه مثيرات حسية مما يضعف تواصله الاجتماعي مع الوسط المحيط به ويغرقه في نفق عزلة اجتماعية وعدوانية تسيطر على سلوكه.
اكتشاف الأهل المبكر لهذا الإدمان يشكل عاملاً مهمًا في علاجه، وذلك من خلال ملاحظتهم لبعض العلامات التي يطلعنا عليها الأخصائي النفسي والاجتماعي يحيى العوضي والتي نوردها في سياق المقابلة الآتية:
تأخر دراسي
يؤكد العوضي على أن إدمان الطفل على استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يؤدي إلى تأخر تحصيله الدراسي في مراحله العمرية المختلفة، ويخلق لدى الطفل سلوك عدواني وعدم الرغبة في المشاركة الاجتماعية مع الأهل.
وتابع:" هذه المؤشرات تدل على تعلق الطفل بهذه الأجهزة إضافة إلى علامات أخرى قد تلفت انتباه الأهل مثل شعور الطفل بالقلق والانزعاج عند نسيان الهاتف أو الافتراق عنه أو الاضطرار إلى إغلاقه".
وأضاف:" كذلك إن رغبة الطفل بالانعزال عن الأهل والأصدقاء، واصطحابه للهاتف في كل مكان"، تعتبر من علامات ادمان الأطفال على استخدام هذه الأجهزة، إضافة إلى بعض الأعراض الصحية مثل معاناتهم من أوجاعاً في الرقبة ناتجة عن الوضعية السيئة التي يجلسون فيها لساعات طويلة وهم يستخدمون الهاتف".
تجاهل العائلة
وتابع:" بعض الأطفال التي تدمن استخدام هذه الأجهزة تكون تلجأ إليها هروباً من المشكلات الأسرية التي تواجها في حياتها سواء على مستوى القرناء أو على مستوى الأسرة إذا كانت تعيش خلافات بين الوالدين، مما يدفع الطفل لأن يغرق في هذا العالم متجاهلا ما يدور حوله من أحداث وهذا أيضاً يمكن أن يلفت انتباه الأهل لردة فعل الطفل".
ونبه العوضي في حال ملاحظة الأهبل لهذه الأعراض على أطفالهم إلى ضرورة العمل على تخفيف استخدام الطفل لهذه الأجهزة ومحاول اشغاله ببدائل أخرى سوف نتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً، وهي مهمة حتى