لقد وهبنا الله تعالى قدراتٍ وإمكاناتٍ هي بالحقيقة إعجاز وعظمة، ولو أننا استخدمنا هذه القدرات لكان حالنا النفسيّ والجسديّ أفضل، وعقل الإنسان واحدٌ من هذا الإعجاز العظيم، فمن بين أنواع العقل ما يسمى "العقل اللاواعي" الذي يظل فاعلًا بمجرد أن تُنفخ الرّوح في الإنسان وحتى يموت، يعمل هذا العقل 24 ساعة دون كلل أو ملل، وفي الليل يعمل وفق المعلومات التي يعطيها له الإنسان، وهذا المعلومات إما ان تكون سببًا في عرقلة اليوم التالي أو تسهيله.
الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحّة النفسيّة بالطاقة الحيوية يؤكّد على تلك المعلومات ويوضح لفلسطين: "أي فكرةٍ في الدّماغ لها "طاقة " مستمرة، وفي آخر خمس دقائق قبل النوم يظل العقل اللاواعي يعمل على الأفكار التي دخلت إليه في تلك الخمس دقائق الأخيرة".
فلو استحضر الإنسان مصائبه ومشاكله وأفكاره السلبية قبل النوم فإن العقل سيظل طوال الليل شغّالًا على تلك الأفكار فيستيقظ الإنسان مكدّرًا عصبيًا ويجعل من اليوم التالي جحيمًا، والعكس صحيح، فالعقل اللاواعي يعمل في أقصى حالاته في حالة النوم وفق د. عمارة.
ويبّن عمارة أن عمل العقل اللاواعي يعاق حين يكون العقل الواعي فعالًا، فحين يقرر العقل اللاواعي أن يعمل بقوةٍ فإنه يحاول إيقاف عمل العقل الواعي وذلك من خلالتهيئة الشخص للنوم عبر إعطائه إشارات تٌشعره بانه مُرهق ومتعب فينام ويبدأ عملَه.
وتسمى آخر خمس دقائق قبل النوم بمرحلة "ألفا" وهي مرحلة الاسترخاء كما يقول د. عمارة والذي ينصح بأن يُخصِّص الشخصُ هذه الدقائق الخمس لكل تفكير جميل، وأي انفعال أو مشكلة سلبية يحذفها من عقله تمامًا، وأن يفكّر في الأمر الذي سيفعله غدًا ويسترجعه بخياله ويسأل نفسه كيف ينجزه بأسرع وقت ممكن وبأفكار مبتكرة، ثم يترك السؤال وينام، ليأتيه الإلهام.
ويضيف :" معظم الأفكار الملهمة الإبداعية تأتي العباقرة في نومهم، لذا من الضروري أن تضع ورقةً وقلمًا قرب وسادتِك، لأن الفكرة ستأتيك في الليل وستكون واضحةً جدًا كي تكتبها، ولو لم تكتبها في لحظتها وعدت للنوم فإنها ستضيع ولن تأتي بها في الصباح".
ويتبع:" هناك أبحاث كثيرة خاصة ببند النوم تحت اسم "معجزات النوم"، فالنوم معجزة والله تعالى يقول في كتابه العزيز:" وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ"".
ويواصل:" كن واثقًا بالله أولًا ثم اغمض عينيك وانظر لنفسِك في الهدف وادعُ الله أن يلهمك بطريقة سهلة يسيرة، وأن يوصلك للهدف سواء كان مالًا او نجاحًا أو منصبًا.. إلخ، واترك الأمر لدماغِك فإنه سينجز لك ما تريده وأنت نائم،".
ويكمل:" الخيال أعظم نعمةٍ من النعم التي وهبنا الله إياها، فهو الذي يحرك الكون إذ أمر الله تعالى الكون بأن ينفذ كلامنا ومُرادنا، ، لقوله تعالى :" وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
