شرعت أحزاب يهودية، قبل أيام، بحملة دعائية مبكرة، للاستعداد لانتخابات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، المقرر عقدها في أكتوبر القادم، عبر نشر مواد دعائية وإعلانية في القدس وضواحيها.
الحملة الدعائية وغيرها لا تزال تواجه برفض مقدسي قائم منذ احتلال المدينة، باعتبارها انتخابات تعطي الاحتلال شرعية على العاصمة الفلسطينية.
وأكد الحاج خالد السيوري (61 عاما) رفض المقدسيين لكل أشكال التعاطي مع الاحتلال الظالم، مشيرا إلى أن انتخابات بلدية الاحتلال جزء من "سياسة خبيثة يراد بها استدراج المقدسيين الى انتخابات يراد منها تثبيت أركان الاحتلال في المدينة وتسويق هذا الأمر لكل العالم بأن عاصمتهم يشارك في انتخاباتها كافة الأطياف".
وجدد السيوري، تمسك المقدسين بموقفهم الرافض عدم التعامل مع الاحتلال ومؤسساته، وقال: "قرار المواطن المقدسي نابع من وعي كامل لخطورة المشاركة على مستقبل المدينة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المستهدف بشكل مباشر من البلدية العنصرية التي يكون رئيسها في العادة من أكثر العنصريين في الأحزاب اليهودية".
فيما قال المقدسي عزيز الكسواني: "في كل انتخابات لبلدية الاحتلال يكون هناك مقاطعة، وهذا ما اعتاد عليه المواطنون في القدس المحتلة، ونحن نترجم هذا الأمر على أرض الواقع".
من جهته، ذكر الباحث المقدسي د. جمال عمرو، أن الأحزاب اليهودية بدأت فعليات بحملات دعائية داخل المدينة والبلدة القديمة، مؤكدا أن التعامل مع انتخابات بلدية الاحتلال، أمر مجموع عليه بالرفض بعدم التعاطي مع أية إغراءات تُعطَى للمقدسين مقابل المشاركة في العملية الانتخابية؛ لاختيار ممثلين من الأحزاب اليهودية.
وأوضح عمرو، أن هدف الاحتلال من الدعاية الانتخابية في الأحياء المقدسية التي باتت محاصرة بالبؤر الاستيطانية، رسالة واضحة للعالم عقب "إعلان ترامب" بأن "القدس لليهود".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول الماضي القدس عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي 14 مايو/أيار الماضي، نقل السفارة الأمريكية إليها.
وأضاف عمرو: "من يشارك من أبناء القدس يعتبر في نظر أهلها مشبوه ومنبوذ وليس له أي اعتبار لديهم .. لذلك نرى المقاطعة شبه كاملة بالرغم من استخدام الأحزاب الصهيونية وسائل ترهيب وترغيب".
وأشار إلى أن المقدسيين يخضعون اليوم لمجموعة من الضغوطات من كافة أذرع المؤسسة السياسية والأمنية في دولة الاحتلال، وخاصة أنهم يشكلون 37% من الوزن الانتخابي، وهو أمر تهتم به المؤسسة الإسرائيلية وتحاول الدخول إليهم عبر الإغراءات والمساعدات والتي تواجه بالرفض الواسع.
فتوي دينية
ومن وجهة شرعية، ذّكر رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى، د. ناجح بكيرات، بوجود فتوي دينية تحرم المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، وتعتبر من يشارك "معاونا للاحتلال".
وقال بكيرات: لا يزال الرفض المقدسي قائما خصوصا بعد انكشاف مخططات مرعبة لبلدية الاحتلال من خلال المشاريع التي تقوم بها حول المسجد الأقصى من تلفريك هوائي وقطار سياحي من فوق الأقصى ومصادرة أجزاء من المقبرة الرحمة لتحويلها إلى حدائق تلمودية، إضافة إلى ممارسة رئيس البلدية الحالي طقوس تلمودية فوق مبنى المدرسة الاشرفية في القسم الشمالي للمسجد الأقصى.
وفي بيان صدر عنها، أمس، دعت القوى والفعاليات والمؤسسات الوطنية والإسلامية في القدس المواطنين كافة إلى المقاطعة التامة لانتخابات بلدية الاحتلال في المدينة.
وأكدت القوى والمؤسسات، على الموقف التاريخي القطعي القاضي بعدم المشاركة "ترشيحاً وانتخاباً" في انتخابات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، والتي ستجرى خلال الأشهر القادمة.
وشددت على أن ذلك يأتي استناداً والتزاماً بالموقف الوطني المحدد بالمبادئ الآتية: أولاً: القدس مدينة محتلة من (إسرائيل) المخالفة للقرارات والمبادئ المفاهيم الدولية والانسانية. وثانياً: التأكيد على عدم الاعتراف بشرعية ضم القدس التي احتلتها (إسرائيل) بشكل كامل عام ١٩٦٧.
وعدّت المشاركة في الانتخابات اعترافاً سياسيًّا بضم شرق المدينة المرفوض فلسطينياً وعربياً ودولياً، وقالت: "إن المشاركة في الانتخابات تعني تساوقاً وتأييداً للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بضم شرق القدس ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، وهذا القرار اللاقانوني واللاشرعي والمرفوض على المستويات الدولية كافة".
ودعت المواطنين -انطلاقاً من الأسس السابقة- إلى المقاطعة التامة وعدم الانجرار أو التعاطي مع المحاولات لاختراق الصف والموقف الوطني.
يذكر أن بلدية الاحتلال إحدى المؤسسات الإسرائيلية التي أثقلت كاهل المقدسيين بسياساتها القمعية والتهويدية، كما أن الخدمات التي تقدمها للفلسطينيين تكاد تكون معدومة في مقابل ما تقدمه للمستوطنات والمستوطنين.