التعدد من الأزواج، خيار قد يفرض على البعض سواء كان رجلًا أو حتى امرأة، وقد يختاره بنفسه، إما بسبب موت الشريك أو الانفصال عنه – في حالات السيدات- أو بسبب الرغبة في التعدد إضافة إلى موت الشريكة أو الانفصال عنها في حالات الرجال.
والسؤال الصعب الذي يطرح نفسه، هل قرار التعدد قرار صائب؟ ومتى يكون كذلك؟ هذا الأمر يوضحه لنا محمود السمان أخصائي اجتماعي من محافظة سوهاج- مصر، من خلال الحديث عن إيجابيات سلبيات التعدد.
الزوجة الأولى
يقول السمان:" في مجتمعنا العربي فتيات كثيرات يقبلن أن تكون إحداهن الزوجة الثانية والثالثة لعدة أسباب منها اقترابها من العنوسة أو اعجابها بالشخص المتقدمة أو لربما بسبب ظروفها المادية أو ظروف المتقدم المادية".
وبتابع:" ولكن السؤال متى تقبل السيدة أن تكون الزوجة الأولى ؟، والإجابة هي : لا تستطيع أن تقبل أي سيدة أن تكون الزوجة الأولى – في حالات تعدد الزوجات- إلا في حالة واحدة فقط أن تكون امرأة عاقر".
وأشار إلى أن السيدة الشرقية ترفض أن تكون الزوجة الأولى في حالات تعدد الزوج لزوجاته حتى ولو كانت مريضة جدا وملازمة للفراش، موضحاً أنها قد ترضخ لذلك هرباً من ملامة الأهل والأصدقاء لكنها من الداخل لن تغفر له .
وأكد على أن مسألة تعدد الزوجات ليست محرمة شرعا ولكن تحرمه المرأة الشرقية نفسها وليست تحرمه إلا خوفا من نظرة المجتمع له، ملفتاً إلى أن سعي المرأة وراء العلم والعمل قد يُغيب عنها بعض الأمور المهمة في منزلها مثل الاهتمام بالزوج والأبناء .
وعلى صعيد مقابل، يرى السمان أن الزوج عليه واجبات والتزامات إن لم يؤدها على أكمل وجه اختل ميزان منزله وهذا الاختلال تكون له نتيجة واحدة مفادها البعد بين الزوجين سواء عن طريق الانفصال أو الزواج بأخرى.
واستبعد الأخصائي الاجتماعي أن يلجأ الرجل للتعدد إن وجد في زوجته مزايا المرأة الحسنة ويفكر في أن يتزوج بغيرها، منبهاً إلى أنه في بعض الحالات تكون الزوجة الأولى للرجل هي زوجة مطلقة أو أرملة، وذلك يكون الرجل هو الزوج الثاني وليست الزوجة.
فوائد ومحاذير
وأشار إلى سلبيات الزواج المتعدد سواء للرجل أو المرأة، وبين أن من سلبيات تعدد الزواج الوقوع في حُرمة عدم العدل بين الزوجات، وعدم القدرة على الانفاق، بالإضافة إلى كثرة المشاكل النفسية عند الأطفال لوجود عدم المحبة بين الزوجات، ناهيك عن قلة المهارات التربوية المقدمة للأطفال.
أما إيجابيات التعدد تكمن ـمحاولة الحفاظ علي الاستقرار الدائم ، والاستفادة من التجربة السابقة من خلال الحرص الشديد على نجاح التجربة الجديدة حتى وإن كان على حساب تنازلها عن بعض حقوقها حتى يستمر هذا الزواج، وهذا ما يصيبها باضطراب القلق بالإضافة إلى وجود أطفال من الزوج أو الزوجة الأولى .
