تُواصل سفينتا كسر الحصار عن قطاع غزة "عودة" و"حرية" تحركهما انطلاقاً من مدينة قادش الإسبانية، باتجاه جزيرة سردينيا في منتصف البحر الأبيض المتوسط، فيما توقع رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر بيراوي، وصولهما إلى القطاع أواخر الشهر المقبل.
وقال بيراوي لصحيفة "فلسطين"، أمس، ستكون رحلة السفينتين إلى سردينيا طويلة حيث تستغرق سبعة أيام، ومن ثم ستتجهان لمدينة نابولي جنوب إيطاليا، لتقرر حينئذ أي ميناء أقرب لغزة للانطلاق منه نحو القطاع المحاصَر منذ أكثر من 12 سنة.
وأوضح أن مدينة نابولي هي المحطة الأخيرة المعلن عنها، وهناك محطة أخرى غير معلن عنها لاعتبارات "لوجستية".
وأشار إلى أن القاربين المسميين "فلسطين" و"ماريد" -نسبة إلى الإيرلندية ماريد ماغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي شاركت في قوارب كسر الحصار النسائية في 2016- سيكونان مع السفينتين في نقطة الانطلاق الأخيرة باتجاه غزة.
وأضاف أن السفن ستصل غزة بين 20 و25 يوليو/ تموز المقبل.
وفي 2016 قرصنت قوات الاحتلال سفينة "زيتونة" النسائية التي كان على متنها 13 متضامنة، واقتادتها إلى ميناء أسدود داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ومنعتها من الوصول إلى قطاع غزة لكسر حصاره.
ويمتنع تحالف أسطول الحرية عن كشف هويات المشاركين في السفن حتى اللحظة.
وأبحرت سفينتا "عودة" و"حرية" الجمعة الماضية، من ميناء "كاسكايس" جنوب العاصمة البرتغالية لشبونة عبر المحيط الأطلسي باتجاه ميناء كاديز جنوب غرب إسبانيا في طريقها لكسر الحصار عن غزة، وحظيتا باحتفالات شعبية وتم تنظيم عدد من الفعاليات والندوات حول موضوع الحصار ومعاناة غزة.
وكانت السفينتان وصلتا العاصمة البرتغالية لشبونة، بعد أن مكثتا يومين في ميناء "خيخون" شمال إسبانيا.
ومنعت السلطات الفرنسية قاربي "فلسطين" و"ماريد" من التوقف في باريس حيث كان ينتظرهما متضامنون فرنسيون وممثلون عن منظمات مجتمعية فرنسية وعدد من السياسيين المؤيدين للحقوق الفلسطينية والرافضين لاستمرار الحصار على غزة، وهو ما يعتبر خضوعا للوبي الإسرائيلي المنزعج من التضامن مع الفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال منعت في 2015 أسطول الحرية الثالث، الذي كانت تقوده السفينة (ماريان) السويدية، وعلى متنه نحو 70 ناشطًا من عشرين دولة، بينهم الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي؛ من الوصول إلى قطاع غزة.
ولم يكن هذا العدوان على سفن كسر الحصار الوحيد، فقد أعطب كيان الاحتلال سفينتين من أسطول الحرية الثاني في تموز/ يوليو 2011، ومُنِعت السفن السبع الأخرى من التحرك نحو غزة، بضغط أمريكي إسرائيلي على الحكومة اليونانية.
كما أن جيش الاحتلال هاجم من البحر والجو، أسطول الحرية الأول الذي انطلق نحو القطاع في مايو/ أيار 2010، وكانت تقوده سفينة (مافي مرمرة) التركية، ما أدى إلى استشهاد تسعة ناشطين وإصابة آخرين بجروح، فيما استشهد الناشط العاشر الذي كان في غيبوبة في مايو/ أيار 2014.

