أثار هجوم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، على طلاب وطالبات جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، موجة من الاستنكار والاستهجان وسط الحركة الطلابية وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الأحمد، قد هاجم في لقاء صحفي، الحراك الشبابي بالضفة الغربية المطالب برفع العقوبات عن غزة قائلًا إنه "موجه ضد السلطة ولم يقم بأي مسيرة أو فعالية ضد الاحتلال"، قبل أن يتهم طلبة بيرزيت بالتخاذل في حماية رئيس مجلس الطلبة السابق عمر كسواني، والذي اختطفه الاحتلال من داخل الحرم جامعي بمارس/آذار المنصرم.
وأضاف الأحمد: "أربعة من جنود الاحتلال اقتحموا الجامعة مسلحين واعتقلوا رئيس اتحاد الطلبة دون أن يتحرك أي من الطلاب سواء التابعين لحماس أو الجبهة أو حركة فتح واكتفوا بالمشاهدة"، متابعًا: "لماذا لم يقوموا بالهجوم عليهم لحمايته".
وعقب ذلك، تداعى طلبة ونشطاء جامعة بيرزيت للرد على تصريحات الأحمد والتعقيب عليها عبر منصات التواصل الاجتماعي، متسائلين في ذات الوقت عن دور الأجهزة الأمنية في حماية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من اعتداءات واعتقالات الاحتلال التي وصلت حد اقتحام وحدة مستعربين لحرم بيرزيت في وضح النهار.
ووصف الطالب محمد المعتصم بالله تصريحات الأحمد بـ"الساذجة"، ثم علق بالقول: "يلوم عزام الشباب بعدم مقاومة المستعربين، وهم عزل دون سلاح، متناسيًا بأن هذه المهمة من خصوصيات العساكر في السلطة، الذين يسارعون في تضييق الخناق على أنشطة الطلبة المتعارضة مع توجهات السلطة، ويختفون عن الأنظار إن حضر جندي إسرائيلي!".
بينما قال الناشط عز الدين سليم: "ما أوصل الاحتلال والمستعربين للتجرؤ على تنفيذ اعتقال كسواني بهذه الطريقة، إلا التنسيق الأمني الذي أنت (عزام الأحمد) أحد مروجيه وداعميه، لذلك تقف الأجهزة الأمنية بأسلحتها وعتادها الثقيل والخفيف في وجه طلبة بيرزيت إن خرجوا لمقاومة الاحتلال عند حاجز بيت إيل مثلا".
أما إبراهيم فرج فكتب على صفحته في "فيسبوك": "كان من المفترض أن تستخدم الأسلحة التي رفعت علينا في رام الله بحراك رفع العقوبات، أن ترفع ضد مستعرب معروف كاشف وجهه، مش تطلب من طالب أعزل أن يهاجم وحدة كاملة من الجيش والمستعربين ومقراتك الأمنية لا تبعد إلا أمتار عنا".
كما كتب الكاتب السياسي ياسين عز الدين، ردًا على عزام الأحمد، جاء فيه: "لولا طلاب جامعة بيرزيت وبقية الجامعات الفلسطينية في الانتفاضة الأولى، لما وجدت السلطة، ولكنت تتسكع إلى اليوم في خمارات بيروت وتونس أنت وقيادة منظمة التحرير".
وأضاف عز الدين على صفحته في "فيسبوك"، متسائلًا: "هل مطلوب من الطلبة المدنيين حماية أنفسهم أم هو عمل الأجهزة الأمنية؟.. للعلم إدارة الجامعة طلبت من الأجهزة الأمنية القدوم للجامعة وقت الحادثة، فكان الرد بأن الاحتلال أبلغهم بوجود نشاط أمني، ولا يستطيعون مغادرة مقراتهم".
كما تساءل مجددًا: "ما دامت سلطتك عاجزة عن حماية المواطن، لماذا تطالبون بالتمكين في غزة؟ ولماذا تحاربون المقاومة وتقولون سلطة واحدة وسلاح واحد؟".
وفي السياق ذاته، استنكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الأسير لدى الاحتلال، خضر عدنان، قمع أجهزة أمن السلطة للحراك الشعبي الذي انطلق في رام الله للمطالبة بإنهاء معاناة القطاع، مؤكدًا أن حراك الضفة المساند لغزة عمل وطني يستحقّ كل الدعم والتقدير.
وقال عدنان، تعقيبًا على قمع التظاهرات التي شارك فيها مؤخرًا طلبة جامعة بيرزيت وأهالي الشهداء والأسرى، إن التشكيك في وطنية المتظاهرين ووصفهم بأوصاف غير لائقة، أمر غير مقبول، في إشارة إلى التعامل اللفظي المهين من قبل أجهزة السلطة مع متظاهري حراك الضفة.
وأضاف: "أذكّر من يتطاول على طلبة بيرزيت بقائمة الشرف التي خرجت من هذه الجامعة، شرف الطيبي، عماد كلّاب، الشيخ نضال زلوم، القائد مروان البرغوثي، خالدة جرار، عاهد أبو غلمة، عبد عبيد، وغيرهم الكثير من أصحاب الأحكام العالية في سجون الاحتلال ومن الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل القضية الفلسطينية".
ومنذ ثلاثة أسابيع يتظاهر مئات المواطنين في محافظات الضفة، تحت شعار "ارفعوا العقوبات عن غزة" لمطالبة رئيس السلطة محمود عباس بإنهاء حصار القطاع ووقف الإجراءات العقابية بحق السكان الذين بلغ فيهم مستوى الفقر مستويات قياسية.