قائمة الموقع

كيف سيواجه الاحتلال الطائرات الورقية والبالونات؟

2018-06-26T05:57:53+03:00

بعد أيام من تسويق قادة الاحتلال الإسرائيلي الخيار التكنولوجي المتمثل بنظام "العيون الإلكترونية" كوسيلة ناجعة في مواجهة الطائرات الورقية والبالونات التي تطلق من قطاع غزة تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، عاد قادة الاحتلال لإطلاق تهديداتهم ضد الشبان، وذلك في إشارة لفشل الوسائل التكنولوجية.

وقبل دخول نظام العيون الإلكترونية حيز العمل، صباح الجمعة الماضية، أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي سيكافح ظاهرة الطائرات والبالونات قريبا، واصفا تلك الظاهرة بالكابوس الحقيقي الذي يتوجب علاجه".

ولكن منذ الأحد الماضي عادت لغة التهديدات إلى سابق عهدها، إذ دعت أصوات في جيش الاحتلال إلى استئناف عمليات الاغتيال بحق القيادات الميدانية لفصائل المقاومة، بينما نشر الناطق باسم الجيش صوراً زعم أنها لأربعة من مطلقي الطائرات الورقية والبالونات ، في تهديد غير مباشر باستهدافهم.

وأمس قال وزير التعليم "نفتالي بنيت" "يجب إطلاق النار على مطلقي الطائرات الورقية والبالونات، فهم ليسوا أطفالا وإنما إرهابيون"، مضيفا: "استهداف مطلقي هذه الطائرات والبالونات، السبيل الأخلاقي والعملياتي الوحيد لمنع تصعيد الأوضاع".

انتكاسة

المختص بالشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات قال بدوره إن الاحتلال راهن كعادته على الحل التكنولوجي لمواجهة ظاهرة الطائرات والبالونات ، ولكن سرعان ما أصيب بانتكاسة عندما ثبت فشل الخيار التكنولوجي، عقب ازدياد عدد الطائرات الورقية المطلقة يوميا من غزة وما تخلفه من أضرار وحرائق.

وأضاف بشارات في حديثه لصحيفة "فلسطين": "كلما ارتفع منسوب الحرارة الناتجة عن حرائق الطائرات والبالونات، تزداد الأصوات المطالبة بشن عملية عسكرية واسعة ضد حركة حماس المتهمة بتمويل ودعم مطلقي الطائرات الورقية، إلا أن ذلك الخيار لا يجد قبولا لدى المستوى العسكري كون أن الضرب بجسد ميت لا يجدي نفعا".

ويشير إلى أن الخيار التكنولوجي ما زال مطروحا على الطاولة، إذ تداعى مستوطنو "غلاف غزة" أخيرا لعقد مؤتمر تشاوري جمع نحو 300 عالم ومختص في المناخ، والليزر، والرادار، والبصريات وكذلك البالونات، إلى جانب ممثلون عن الصناعات الدفاعية، ومستثمرون من القطاع الخاص، وذلك بهدف إيجاد حل متوفر ورخيص وفعّال للمشكلة.

وكان الشبان في غزة قد نجحوا بتحويل الطائرات الورقية منذ انطلاق مسيرة العودة وكسر الحصار في الثلاثين من شهر مارس/آذار المنصرم، إلى أداة مقاومة شعبية تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بمادة قابلة للاشتعال في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.

خيارات معقدة

من جهته، ذكر المختص بالشأن الإسرائيلي محمود مرداوي أن الخيارات المتاحة أمام الاحتلال الإسرائيلي في سيبل إنهاء ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات التي تتفاهم تأثيراتها مع مرور الوقت "معقدة وتتداخل مع حسابات حساسة".

وأوضح مرداوي لصحيفة "فلسطين" "رغم حدة التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ ضربات واسعة في قطاع غزة وصولا إلى حرب ومواجهة جديدة بين قطاع غزة والاحتلال، إلا أن فرضية اندلاع تلك المواجهة محاصرة بعدة قضايا، على رأسها علم قادة الاحتلال أن أي حرب قادمة ستكون بلا هدف سياسي ولعلمه أن مشكلة غزة اقتصادية حياتية في أساسها".

وبين أن الاحتلال يترقب الاستحقاقات التي سيجنيها لصالحه فيما تسمى "صفقة القرن"، لذلك يجد نفسه غير ملزم بالدخول في حرب جديدة إذا تأخر إعلان الصفقة أو فقد الاحتلال بعض من مكاسبها، متوقعا أن يبقي الاحتلال على سياسية الاستهدافات المحدودة لتخفيف الضغط الشعبي الإسرائيلي.

وكان مراقب دولة الاحتلال "يوسف شافيرا" قد قال خلال زيارة تجوالية لمستوطنات ما يسمى "غلاف غزة"، أول أمس، بأنه يدرس فتح تحقيق حول أداء الحكومة في مواجهة تهديدات الطائرات الورقية الحارقة بما في ذلك الأضرار الجسيمة التي نجمت عنها.

يشار إلى أن معهد "سميث الإسرائيلي" أجرى استطلاع للرأي قبل نحو أسبوعين، أظهر فيه بأن غالبية الجمهور الإسرائيلي يعتقدون بأن حكومة الاحتلال قد فشلت في مواجهة الطائرات الورقية من غزة.

وتسببت تلك الطائرات، باحتراق مساحات واسعة من أراضي المستوطنين المزروعة بالقمح والشعير، وكذلك باحتراق مئات الدونمات من الغابات، ما كبد الإسرائيليين خسائر مالية بالغة بسبب احتراق محاصيلهم، واضطرار بعضهم إلى حصادها بشكل مبكر.

اخبار ذات صلة