قائمة الموقع

​في التربية.. الأبوان يستفيدان أيضًا

2018-06-24T08:05:52+03:00

يتبع كثير من الآباء والأمهات أساليب تربوية ورثوها عن أهلهم، أو تعلموها من البيئة المحيطة بهم، ومنهم من يذهب إلى الاستزادة والبحث أكثر عن أصول التربية الصحيحة في الكتب ومواقع الإنترنت، وبعيدًا عن هذه المعرفة النظرية، فإن التجربة العملية تحمل معارف أخرى أكثر أهمية، فحينما يُرزَق الزوجان بطفل، يدخلا عالما جديدا، ويكتشفا فيه أمورًا تفاجئهما، لكن الاكتشاف لا يقتصر على الابن وما يتعلق به، وإنما يعرف الأهل أشياء جديدة عن أنفسهم، ويكتسبوا عادات وقيما ومهارات جديدة، وفي نفس الوقت قد يعيدوا النظر في عادات خاطئة اعتادوا عليها.

بالتجربة العملية

قال الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي: إن "تجربة التربية يتعلم منها كل من الطفل والوالدين، ومهما قرأ الأبوان عن العملية التربوية، تبقى التجربة العملية هي المحك الفعلي لاكتساب الخبرات والتمييز بين الطرق الصحيحة والخاطئة في التعامل مع الأبناء".

وأضاف لـ"فلسطين": "الفائدة العائدة على الوالدين تكون باكتساب بعض الخبرات من خلال الأبناء، أو بعض القيم والمفاهيم والعادات الأفكار الجديدة".

وتابع: "مما يتعلمه الآباء ترك عادات وأساليب تربوية سيئة، وذلك من خلال المواقف السلبية التي تؤذي الأطفال وتترك آثارًا سيئة على شخصياتهم، ومن أمثلة الدروس المستفادة في الإطار سلبيات التمييز على الأطفال، وخطورة استخدام القسوة والعنف ومما لهما من انعكاسات سيئة للغاية على شخصية الطفل، وهذا ما يلاحظه الأهل عمليا عندهم يروا الآثار بادية بوضوح على ابنهم، كأن يكون قد صار عدوانيًا أو أُصيب بالتبول اللاإرادي".

وذكر الشوربجي أن الأهل قد يتعلمواقيمة التسامح من طفلهم، ومن المواقف التي تعلمهم تلك القيمة ما يحدث حينما يتشاجر لصغير مع طفل آخر ثم ما يلبث أن يصالحه ويعود للعب معه، كما أن هذا الموقف يعلمهم التجاوز عن أخطاء الآخرين.

وبين أن الطفل بطبعه يملك فضولًا لاكتشاف الأشياء منذ الصغر، فيكتشفوا أماكن أو ألعاب جديدة، ورغم ذلك لا يتوقف الطفل يوما عن الاكتشاف والتجربة لأنه لا يخاف الخسارة والفشل، ناصحا الأهل: "هذا الأمر متعب لكم، لمنه تعلموا منه أن تستمروا في المحاولة وألا تقفوا عند الفشل".

وأوضح: "عندما يُقدم الطعام للطفل، فهو يأكل على قدر استطاعته، ويتوقف عندما يشعر بالشبع رغم محاولات أمه المستميتة لإكمال طعامه لاعتقادها بأنه يرفض الأكل، ولكن الحقيقة أنه اكتفى بما أكل، ومن هنا تتعلم كيف تتوقف عن الأكل حينما تشعر بالشبع".

ولفت الشوربجي إلى أن الطفل، لا سيما البكر، يجبر أبويه على اللعب معه، وكثيرا ما يدخل على قلبيهما كمًّا كبيرًا من السعادة، ويخفف عنهما ضغوط الحياة.

اخبار ذات صلة