قائمة الموقع

​تشهير السلطة بالأسرى المحررين.. سلاح قديم جديد

2018-06-24T06:04:33+03:00

بشكل تدريجي تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة حملات التشهير التي تستهدف عددا من الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 والمبعدين إلى قطاع غزة، والتي تلجأ إليها صفحات مجهولة المصدر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبر نشر عدة منشورات مدفوعة الثمن "ممولة" تستهدف جمهور الضفة الغربية وقطاع غزة تحديدا.

وركزت تلك الصفحات الافتراضية أخيرا هجومها التشهيري على الأسير المحرر "فرسان خليفة"، الذي قضى في سجون الاحتلال قرابة عشر سنوات بتهمة الانتماء إلى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" وتنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، قبل أن يبعد إلى غزة حيث تعود أصوله إلى مخيم نور شمس في طولكرم شمال الضفة.

ووفقا لمصدر مطلع تحدث لصحيفة "فلسطين"، فإن "مرجعية تلك الصفحات تعود إلى جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة، حيث تقف الجهات الأمنية وراء حملات التشهير التي تطال قيادات المقاومة وخاصة الذين يتهموهم الاحتلال بقيادة المقاومة في الضفة من غزة".

وأضاف المصدر "تبدأ حملات التشهير بنشر الأخبار المفبركة المتعلقة بسقوط المحررين في قضايا فساد واختلاس أموال، ثم تنتقل لاتهام المحررين بقضايا أمنية والتعاون مع الاحتلال ضد المقاومة، وأخيرا وصلت إلى حد التشهير الأخلاقي بالمحررين المبعدين إلى غزة.

بدوره، أوضح المحرر فرسان خليفة أن حملة التشهير التي تستهدفه بدأت مطلع العام الجاري 2018 بشكل تدريجي، حيث لجأت صفحات تديرها جهات أمنية بالسلطة في رام الله على نشر أخبار مفبركة وإشاعات تنال منه على الصعيدين الاجتماعي والأخلاقي.

وقال خليفة لصحيفة "فلسطين": "تأتي هذه الحملات الممنهجة في إطار الحرب النفسية التي يقوده الاحتلال وأجهزة مخابرات السلطة ضد كل من يخالف توجهات السلطة ويتبني خيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ويدعوه له"، مبينًا أن مضايقات السلطة بحقه تتزامن مع مضايقات للاحتلال بحق عائلته.

وأضاف خليفة "أقدم جنود الاحتلال قبل أشهر على اقتحام منزل عائلتي في طولكرم واعتقال شقيقي وحينها اتصل بي ضابط الوحدة المقتحمة مهددا لي ومعتبرا اعتقال شقيقي هدية لي، وفي ذات الوقت أقدمت أجهزة السلطة على اعتقال عدد من شباب طولكرم والقرى المجاورة بتهمة التواصل معي".

وفي ذات السياق، أكد مدير مكتب إعلام الأسرى، عبد الرحمن شديد أن حملات التشهير التي تستهدف الأسرى المحررين وقيادات المقاومة ممن ينتمون إلى حركة حماس تحديدا، لا تصب إلا في مصلحة الاحتلال والسلطة في رام الله، والذين يعملان على وأد المقاومة والانتفاضة في مدن الضفة المحتلة.

وقال شديد لصحيفة "فلسطين" "يعمل الاحتلال بالتنسيق مع السلطة على محاربة المقاومة ومنع المحررين من القيام بواجباتهم تجاه عوائل الشهداء والأسرى والجرحى في الضفة، حيث يلجأ الطرفان إلى وسائل متعددة في سبيل تحقيق الهدف بما في ذلك التشهير الأخلاقي بحق المحررين".

وأضاف: "تهدف تلك الحملات المشبوه التي تقودها صفحات تابعة لأجهزة السلطة، إلى ضرب المكانة الاجتماعية والنضالية للأسرى المحررين المبعدين إلى غزة خاصة، وإيجاد الشك لدى المواطنين تجاه المحررين والحد مع علاقاتهم، فضلا عن السعي لإشغال المحررين بقضايا جانبية على حسابات اهتماماتهم الوطنية".

وأشار شديد إلى أن تلك الحملات تأتي في إطار سياسية قديمة جديدة، اعتمدت السلطة على استخدامها ضد المقاومة طوال السنوات الماضية إلا أن أدواتها تختلف بين الحين والآخر، حيث ركزت أخيرا على نشر مجموعة من الأخبار المفبركة على صفحات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدد على أهمية إدراك سياسات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة والتصدي لهم شعبيا وفصائليا وتعرية الجهات التي تدير تلك الصفحات والحملات المشبوهة.

اخبار ذات صلة