يترقب جموع اللاجئين الفلسطينيين مؤتمر المانحين الخاص بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" المقرر عقده غدًا الاثنين في نيويورك، بحذر شديد وسط آمال بحل مشكلة العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة الأممية كي تواصل عملها حتى عودتهم إلى قراهم وبلداتهم المحتلة التي هجروا منها عنوة عام 1948.
ويحاول اللاجئون الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم إيصال صوتهم للدول المانحة من خلال عقد سلسلة فعاليات مقرر أن تنطلق اليوم وغدًا، في محاولة منهم لإرسال رسالة للعالم بضرورة إنهاء الأزمة المالية التي تعاني منها الوكالة وإيجاد ميزانية ثابتة لها من ميزانية الأمم المتحدة، ومواصلة عملها وضمان استمراريتها وتأمين حياة كريمة لهم لحين إنهاء معاناتهم.
وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 65 مليون دولار من مساعدتها البالغة (125 مليون دولار).
وكان المستشار الإعلامي "لأونروا" عدنان أبو حسنة، أكد أن المنظمة الأممية تعول كثيرًا على مؤتمر المانحين الخاص بها، والذي سيعقد غدًا الاثنين في نيويورك.
أزمة سياسية
وأكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم رفح زياد الصرفندي، أنه سيتم عقد سلسلة من الفعاليات والخطوات الاحتجاجية الداعية لتوفير الدعم اللازم لـ"أونروا" من أجل سداد عجزها المالي، وتوفير ميزانية ثابتة لها لحين انهاء معاناة اللاجئين.
وتوقع الصرفندي لصحيفة "فلسطين" أن تلجأ وكالة الغوث لتقليص مزيد من خدماتها في حال لم يتم توفير الدعم اللازم لها خلال مؤتمر المانحين.
وحذر من كارثة إنسانية سيتعرض لها اللاجئون في مختلف أماكن تواجدهم في حال لم يتم توفير احتياجات "أونروا"، داعيًا لإنقاذ الوكالة كي تتمكن من مواصلة عملها ويتم تجنيبها التوقف والانهيار وإظهار حجم الكارثة التي ستحل بالمنطقة في حال استمر العجر المالي لـ"أونروا ".
واعتبر أن الأزمة المالية التي تعاني منها "أونروا" سياسية بامتياز ناجمة عن تقليص الإدارة الأمريكية دعمها لوكالة الغوث وتساوقها مع الاحتلال الإسرائيلي في إنهاء عملها وتنصل الاحتلال من مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين باعتباره المسؤول الأول والأخير عن المأساة التي حلت بهم.
وأعرب عن خشيته من فشل مؤتمر المانحين بسد عجز "أونروا" ما سيلقي بظلاله السلبية على كافة برامج الوكالة المقدمة للاجئين الفلسطينيين، مضيفًا: "لن يجد المؤتمر حلا كاملا لعجز وكالة الغوث".
تقليص الخدمات
بدوره، أكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل، أن وكالة الغوث الدولية تعول كثيرًا على مؤتمر المانحين الخاص بها.
وبين أبو عوكل، لصحيفة "فلسطين" أن "أونروا" ستعرض خلال المؤتمر كل القضايا المالية والعجز المالي، وستوضح خطورته وتأثيراته على مستقبل اللاجئين في مناطق عملها الخمس.
وأشار إلى تخوف اللاجئين من فشل مؤتمر المانحين في نيويورك، وتحرك اللوبي الأمريكي للضغط على بعض الدول المانحة لمنع دفع المبالغ المتراكمة عليها في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين وعمل الوكالة التي نادت بها حكومة الاحتلال وواشنطن بهدف إنهاء الشاهد الوحيد على معاناة اللاجئين.
وبين أن استمرار الأزمة المالية لـ"أونروا" سينجم عنه تقليص جديد في البرامج التعليمية والإغاثية الصحية، داعيًا الدول المانحة لإنهاء أزمة الوكالة التي تسببت بها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.
وحث أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده للمشاركة في مختلف الفعاليات التي ستنظم اليوم الأحد وغدًا الاثنين للمطالبة بإنهاء العجر المالي لـ"أونروا" كي تواصل عملها في رعاية وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين لحين إنهاء معاناتهم وفقا لقرار" 194".
خيارات جديدة
من جهته، دعا عضو دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية عبد الحميد حمد، المجتمع الدولي للتحرك بشكل فوري وعاجل من أجل إنهاء الأزمة المالية لوكالة الغوث كي تستمر في تقديم خدماتها التي انشئت من أجلها.
ورأى حمد في حديث لصحيفة "فلسطين" أن استمرار العجز المالي الذي تعاني منه "أونروا" سيلقي بظلاله على كافة الخدمات التي تقدمها كالتعليم والصحة والإغاثة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
وحذر من خطورة استمرار العجز المالي للوكالة في ظل استمرار الموقف الأمريكي الضاغطعلى الدول لعدم توفير احتياجات "أونروا"، مشددًا على ضرورة الانتفاض والمشاركة في كافة الفعاليات الاحتجاجية الداعية لتوفير احتياجات الوكالة كي تواصل عملها لحين إنهاء معاناة اللاجئين.
ووصف الأزمة التي تعاني منها وكالة الغوث بالسياسية والمفتعلة والتي تحاول من خلالها واشنطن الضغط على القيادة والفصائل الفلسطينية للرضوخ للشروط الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لشطب حق العودة وتغيير الهدف الذي انشئت من أجله الوكالة الأممية، بتوفير احتياجات اللاجئين لحين عودتهم إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها عنوة عام 1948.
ودعا حمد، "أونروا" للبحث عن خيارات جديدة لتسديد عجزها المالي وتوفير ميزانية ثابتة لها من ميزانية الأمم المتحدة وأن لا تعتمد على التبرعات والهبات, الأمر الذي يجنب الوكالة الأزمات المالية المتوالية سنويا.
كما وحذر أن يتحول تمويل وكالة الغوث الدولية إلى الدول العربية، مضيفًا: "وهذا ما تسعى له الولايات المتحدة الأمريكية وسلطات الاحتلال للتنصل من مسؤولياتهم أو التهرب منها".
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: "الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة".
وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس نحو 5.9 ملايين لاجئ، بحسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.