بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة أيام بنشر نظام "سكاي سبوتر"، (أو ما يعني عيونا إلكترونية)، قرب قطاع غزة بهدف اكتشاف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي تطلق من القطاع باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" النقاب عن تطوير الاحتلال ونشره نظامًا يسمى العيون الإلكترونية ويمكنه اكتشاف البالونات والطائرات الورقية الحارقة أثناء تواجدها في الجو قبل سقوطها على المحاصيل والأراضي الزراعية في "غلاف غزة".
وأفادت الصحيفة العبرية، بأن النظام الجديد "يراقب تحرك الطائرات الحارقة المنطلقة من غزة، ويوجّه رجال الإطفاء إلى أماكن سقوطها، ما يمكّنهم من الوصول إلى موقع السقوط لإخماد النيران قبل انتشارها".
ولفتت إلى أن نظام "سكاي سبوتر" الذي طورته شركة "رفائيل" لأنظمة الدفاع المتطوّر، نشر قرب غزة منذ بضعة أيام، حيث يمكن للنظام مواجهة طائرات مسيّرة صغيرة ومراقبة البالونات والطائرات الورقية وتحديد موقعها واتجاهها.
وكان الشبان في غزة قد نجحوا بتحويل الطائرات الورقية منذ انطلاق مسيرة العودة وكسر الحصار في الثلاثين من شهر مارس/آذار المنصرم، إلى أداة مقاومة شعبية تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بمادة قابلة للاشتعال في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.
لم تؤدِ دورها
بدوره، قال المختص بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن منظمة العيون الإلكترونية فشلت حتى اللحظة في إثبات جدوتها ولم تؤدِ دورها على الوجه الأكمل في مواجهة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي تطلق من غزة وتشعل الحرائق في الأراضي الزراعية.
وأضاف أبو زبيدة لصحيفة "فلسطين": "على الرغم من تغني الاحتلال طوال الأسبوع الماضي بمنظومته الجديد إلا أن الحرائق التي التهمت الأراضي الزراعية، أول أمس وأمس أثبتت كذب ادعاء الاحتلال عن حصانة سلاحه الليزري الجديد".
وأوضح أن الاحتلال عمل كعادته على تضخيم المنظومة الجديدة القائمة على التفوق التكنولوجي، لأهداف معنوية بحتة متعلقة بمحاولة امتصاص غضب المستوطنين من الفشل في مواجهة ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.
وتسببت تلك الطائرات، باحتراق مساحات واسعة من الأراضي التي يسلبها المستوطنون المزروعة بالقمح والشعير، وكذلك باحتراق مئات الدونمات من الغابات، ما كبد الاسرائيليين خسائر مالية بالغة بسبب احتراق محاصيلهم، واضطرار بعضهم إلى حصادها بشكل مبكر.
ووصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الطائرات والبالونات الحارقة المطلقة من القطاع باتجاه المستوطنات المحيطة به بـ"الكابوس الحقيقي الذي يتوجب علاجه".
وقد دمرت "الهجمات الحارقة"؛ وفق الصحافة العبرية، مساحات واسعة من الأراضي، حيث تشير التقديرات الأولية إلى احتراق حوالي 17 ألف دونم و500 متر من الأراضي خلال الشهرين الأخيرين.