فلسطين أون لاين

​الألعاب التعليمية المنفعة تتحقق بلا تكلفة

...
غزة/ صفاء عاشور:

الألعاب على اختلافها من أكثر الأمور تأثيرًا في تربية الطفل وتعليمه العديد من القيم والمهارات، وبعض الألعاب مخصصة لتحقيق أهداف معينة، كتنمية ذكاء الطفل، لكن قطاع غزة يفتقر إلى الكثير، فمنها ما هو غير متوافر فيه، ومنها هو موجود في الأسواق لكن ارتفاع سعره يحول دون اشترائه، خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، لكن توفير هذه الألعاب ليس مكلفًا دومًا، إذ يمكن الاستعانة ببدائل بسيطة تحقق أهدافًا كبيرة.

متعة وأهداف أخرى

الاختصاصي التربوي في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات رياض شاهين قال: "اللعب هو نشاط جسدي يرمي إلى الحصول على المتعة من النشاط الذي يقوم به الطفل، وله أهداف عديدة أخرى، منها أن الطفل يلعب لإدخال السرور على نفسه، ولتعلم مهارات نفسية وجسدية واجتماعية من تعامله مع الأقران، وأيضًا إن اللعب مفيد لتقوية الجسم وتمرين العضلات".

وأضاف لـ"فلسطين": "اللعب ينمي مفهوم الذات عند الطفل، ويساعده على التآزر الحسي والحركي، وأيضًا يساهم في تقوية الخصائص العقلية، خاصة في الألعاب التي يتعلم الطفل منها الابتكار والتشكيل".

وتابع: "تختلف الألعاب المناسبة للطفل حسب سنه، وكذلك تختلف انعكاساتها عليه".

وبيّن شاهين أن للعب فوائد على صعيد الخصائص الاجتماعية، خاصة في مرحلة رياض الأطفال، التي يتشارك فيها الأطفال في ألعابهم، ما يعزز المشاركة والثقة بالنفس وتعلم مهارات وقوانين الجماعة كالتعاون، والحب، والعطاء، والانتماء.

وذكر أن للألعاب التعليمية تأثيرًا على الخصائص النفسية والانفعالية عند الطفل، فهي تعطيه المتعة والبهجة، وفي الوقت نفسه تساهم في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية كالخوف وغيرها من المشاكل السلوكية التي يعاني منها.

وقال: "توجد الكثير من الألعاب التعليمية، ولكن منها ما هو غير متوافر في القطاع، أما الموجود فقد لا يستطيع الأهل اشتراءه لصغارهم بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور، لكن هذا لا يمنع من توفير بعض الألعاب حسب إمكانات الأسرة المادية، أو بصناعتها في البيت".

أضاف شاهين: "الأهم من توفير الألعاب التعليمية هو وجود الأم والأب مع الطفل في وقت اللعب، فلوجودهما تأثير كبير ودور فعّال في تحقق الفائدة المرجوة من اللعب التي لا تقدمها اللعبة نفسها".

وتابع: "نوع اللعبة والشخص الذي يشارك الطفل في اللعب فيها ومدى تأثيره فيه أهم بكثير من اللعبة نفسها وارتفاع قيمتها، والهدف المرجو منها، الذي يمكن تحقيقه بأمور أخرى يجب أن يعيها الوالدان وأفراد الأسرة المحيطون بالطفل".

أفكار لألعاب بسيطة

ويمكن للآباء والأمهات الاعتماد على ألعاب رخيصة، وتسخيرها لخدمة أهداف محددة، وأيضًا بإمكانهم صنع الألعاب بأنفسهم في البيت بتكاليف بسيطة.

و"المعجون الملون" أو "الطينة" من أبسط تلك الألعاب التي يمكن إعدادها في المنزل، واستخدامها بطريقة إيجابية، فهي تنمي الذكاء وتخفف من التوتر لدى الأطفال كثيرًا، وأيضًا تشغل وقتهم ساعات طويلة.

ويمكن الاستعانة ببعض الأدوات الموجودة في المطبخ في إعداد ألعاب مسلية للأطفال، كالاستعانة ببعض الأواني البلاستيكية مع طابة صغيرة، ومحاولة إدخال الطابة في الأواني، وأعواد المثلجات مناسبة لصنع الكثير من الأشكال، ثم تلوينها بألوان يحبها الطفل.

ومن الجيد ترك المجال للطفل للعب في الرمل، الذي يُعدّ مادة خصبة لكثير من الأفكار الإبداعية التي يمكن أن تخرج من الطفل.