رأى محللان سياسيان أن ترتيب البيت الداخلي أهم أدوات الفلسطينيين في التصدي لـ"صفقة القرن"، وأي مشروع سياسي لا يلبي طموحاتهم بدولة مستقلة وعاصمتها القدس.
وهذه الصفقة؛ تمثل خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وقال المحلل السياسي عماد محسن، إنه ليس باستطاعة أي طرف أو جهة في العالم تمرير صفقة أو صيغة حل أو تسوية دون أن يوافق عليها الفلسطينيون أنفسهم.
وأكد محسن لـ"فلسطين"، أن أقوى ورقة امتلكها الشعب الفلسطيني منذ بدء الصراع مع الاحتلال هي الوحدة الفلسطينية، والتي ينبغي أن تتحقق بانتهاء الانقسام.
واعتبر أنه لتحقيق ذلك ينبغي على الكل الفلسطيني التوجه إلى صناديق الانتخاب التي ستفرز حكومة أغلبية تكون مسؤولة عن كل الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بما في ذلك سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وأضاف "سيكون بإمكان هذه الحكومة إنهاء جميع أشكال الانقسام في غضون 24 ساعة، وبدون ذلك لا يمكن لنا أن نخطو خطوة واحدة تجاه إنهاء الانقسام أو استعادة وحدتنا أو التصدي لأي طرف إقليمي أو دولي يريد أن يتصرف بالمصير الفلسطيني" وفق قوله.
وحول إمكانية الاستفادة من البعد الاستراتيجي للقضية الفلسطينية والتعاطف الدولي في التصدي لصفقة ترامب، قال المحلل السياسي، إن "الصيغة التي لجأ إليها الفلسطينيون مؤخرًا، وتحديدًا مسيرة العودة السلمية المستجيبة كليًا لمتطلبات القانون الدولي، والإنساني، والتي تتعاطى مع قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، هي واحدة من الأدوات الاستراتيجية التي يمكن البناء عليها".
وتابع: هذه المسيرة وهذا النمط من النضال الوطني الفلسطيني يستقطب بسهولة كبيرة كل أحرار العالم، ومن هنا جاء التعاطف والعربي والإسلامي والدولي الكبير مع الشعب الفلسطيني والضحايا الذين سقطوا بفعل استخدام جنود الاحتلال القوة الغاشمة في وجه المتظاهرين السلميين.
وأكمل محسن: كلما اجتهدت (إسرائيل) وسعت من أجل دمغ المسيرة السلمية بالعنف فشلت فشلاً ذريعًا في ذلك، وتحقق للمجتمع الدولي والضمير العالمي القناعة والإيمان بعدالة المطالب الفلسطينية من جهة وعدالة السلوك النضالي الفلسطيني في وجه قوات الاحتلال.
ويتجمع الفلسطينيون منذ 30 مارس/ آذار الماضي، اليوم الذي وافق الذكرى الـ42 ليوم الأرض، في مسيرات حاشدة في خمس نقاط تجمع قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
وقابل جنود الاحتلال تقدم المتظاهرين السلميين باستخدام القوة المميتة ضدهم، ما أوقع أكثر من 120 شهيدًا، وإصابة أكثر من 13 ألف آخرين.
وما زالت هذه المسيرات مستمرة، ويحشد لها الآلاف في كل جمعة.
رأس الحربة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عليان الهندي، أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال خطتها السياسية إلى إطلاق مفاوضات بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال من جديد.
وقال الهندي لـ"فلسطين"، إن لدى أمريكا و(إسرائيل) رغبات لفصل الملفات الشائكة في هذا الموضوع لصالح دولة الاحتلال، وفي مقدمتها القدس المحتلة وقضية اللاجئين، مع أخذ الوقائع الاستيطانية في الضفة الغربية في عين الاعتبار.
واعتبر أن هذا "لا يمثل مواقف جديدة، وإنما محاولات أمريكية تجري في السابق على أمل أن يقدم الفلسطينيون تنازلات في هذه الملفات مقابل الحصول على شيء يسمى دولة فلسطينية".
وأوضح أن الفلسطينيين رغم حالة العجز والكثير من التفاصيل التي ليست في صالحهم، إلا أنه بات واضحًا أنهم ما زالوا يملكون القدرة على رفض صفقة ترامب.
وليس ذلك فقط، بل لديهم القدرة على القول "لا" لأي حل سياسي لا يتلاءم مع متطلبات الحد الأدنى للشعب الفلسطيني وهي العودة إلى حدود الرابع من يونيو حزيران لعام 1967، بحسب عليان.
ولفت الأنظار إلى أن الأمريكان والإسرائيليين يدركون جيدًا الآن أنه مهما كانت مواقف العرب السياسية متلائمة مع (إسرائيل)، فإنه ليس باستطاعتهم التقدم بأي خطوة لا يوافق عليها الفلسطينيون، فهم رأس الحربة في مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أن "الانقسام يسهل للأطراف المختلفة تقديم مقترحات وحلول للصراع مع الاحتلال، أقل من متطلبات الحد الأدنى للشعب الفلسطيني".