أكد خبير الخرائط والاستيطان في بيت الشرق بالقدس المحتلة د. خليل التفكجي، أن الضوء الذي منحته الإدارة الأمريكية الجديدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يرأسها بنيامين نتنياهو، زاد من وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن.
وأوضح التفكجي لصحيفة "فلسطين"، أن مشروع استيطان مليون إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة يجري بشكل متسارع.
وأشار إلى أن "الضوء الأخضر" سرع عملية تنفيذ برامج الاستيطان بعدما كانت هناك ضغوطات أمريكية أوروبية على الاحتلال بعدم إقامة مستوطنات جديدة بل بالعكس باتت (إسرائيل) تعلن عن مناقصات جديدة ومخططات هيكلية جديدة، وكلها تأتي في إطار إقامة مشروع "القدس الكبرى".
وشدد على أن الاستيطان في الضفة الغربية أنهى أمل إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
وبعد سنوات من الاحتلال والتهويد، باتت الضفة الغربية تبدو كأنها سجن كبير تحيط مدنها وقراها مستوطنات الاحتلال وشوارعها الالتفافية ونقاط التفتيش والحواجز العسكرية.
وشدد الخبير في شؤون الاستيطان، على أن مشروع استيطان مليون مستوطن إسرائيلي يجري بشكل متسارع وخاصة في الكتل الاستيطانية ومنطقة الأغوار وحول القدس أيضًا، وتركز الآن حول مدينة القدس لإقامة "القدس الكبرى" كما هي في المفهوم الإسرائيلي.
ولفت التفكجي إلى أن "الأغوار جزء يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي لأسبابه الأمنية، أما الكتل الاستيطانية فهي ما زالت تتوسع في الضفة باعتبارها جزءًا من الدولة العبرية".
وأضاف: ما يجري الآن من عملية تطهير عرقي تأتي ضمن مشروع "القدس الكبرى" بضم الكتل الاستيطانية الكبرى حولها وإقامة القدس الكبرى التي تعادل 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.
وحول الواقع الديمغرافي في الضفة الغربية، قال التفكجي: عندما وقعت اتفاقية أوسلو عام 1993 كان عدد المستوطنين في الضفة والقدس 105 آلاف مستوطن، والآن 470 ألف مستوطن في الضفة، بالإضافة إلى 220 ألف مستوطن في القدس فيصبح العدد قرابة 700 ألف مستوطن في الضفة والقدس المحتلتين.
وتابع: بعد أن كان المستوطنين يتخوفون من الفلسطينيين، اليوم نلاحظ أن هؤلاء المستوطنين يقودون انتفاضة ضد الفلسطينيين بحرق المزروعات والاعتداء على البيوت وحرقها كما جرى مع عائلة دوابشة في نابلس أو قطع الطرق أمام المواطنين.
ونبَّه إلى أن زيادة المستوطنين في الضفة والقدس أدت إلى حدوث انتهاكات خطيرة جدًا ضد المواطنين الفلسطينيين، الذي يعني أن هؤلاء بدؤوا يشكلون خطورة ستزداد مع المستقبل.