قائمة الموقع

​في رمضان العراق .. "القصخون" و"المحيبس" وقت المرح بعد التّراويح

2018-06-11T06:43:09+03:00

الأجواء الرمضانية تبوح بفرحة وسعادة أهل العراق بقدوم شهر رمضان، إذ تصدح المساجد بصوت "الله أكبر" ثم يتوافد العراقيون لأداء صلاة التراويح التي لا يتخاذل عنها الشباب ولا الأطفال، أما الأسواق فتكتظّ بالمشترين، حيث التبضّع لألذّ المأكولات، فصلة الرّحم تصل إلى أوجِها في هذا الشهر الفضيل، وهي تتطلّب تقديم واجب الضيافة، كما يخبرنا الدكتور العراقي مثنّى مشهداني من العاصمة العراقية بغداد.

ويبين أن العوائل العراقية تحرص على الاجتماع على الإفطار في أول يومٍ رمضاني، تطبيقًا لعادة صلة الرحم المفروضة على المسلمين.

ويذكر أن عادة تبادل أطباق الطعام ما زالت موجودة في المجتمع العراقي، حيث ترى الأطباق تروح وتجيء قبل موعد الإفطار في الحيّ الواحد.

ويتسم شهر رمضان في العراق بالإقبال على الصلوات في المساجد، حيث صلاة التراويح ركن مهم لوحدة المسلمين، مثلما يؤدي العراقيون واجباتهم الدينية، إضافة إلى حضور الندوات والمحاضرات الدينية التي تقيمها المساجد، أو المكوث بالمساجد لحفظ القرآن الكريم، أو عقد دورات دينية للحفظ والتلاوة وغيرهما للشباب وصغار السن.

ويروي مشهداني: "يحرص العراقيون على التمسك بسنة الإسلام الحنيف بتناول حبات التمر واللبن عند إفطارهم، فتتوهج أصناف التمور العراقية المعروفة على مائدة الأكل، مثل: الأشرسي أو البربن أو الخستاوي أو الخضري أو الزهدي أو الحلواني، وغيرها من الأصناف الأخرى التي تشتهر بها بلاد الرافدين عبر تاريخها الطويل".

ويكمل: "أما أطباق الحلوى مثل الكنافة والزلابية والبقلاوة والدهينة والمحلبي فتكون حاضرة في اللقاءات الاجتماعية العائلية، أو جلسات خارج نطاق العائلة".

وتعقب تلك اللقاءات حكايات الآباء والأجداد والعودة للماضي التي تعدّ جانبًا من الجوانب التراثية، وفيها يبقى الشاي العراقي حاضرًا دائمًا، وفي كل الحالات في اللقاءات الدينية أو الاجتماعية.

وفي العراق ما يسمى “القصخون”، حسبما ذكر ضيفنا من بغداد، وعادة ما يكون في المدن الكبيرة، وفيه يقص راوٍ مميز في الرواية حكايات الماضي الطريف والنكات على مجموعة من الرجال والشباب، لأجل تسليتهم وخلق جو من المتعة والمرح.

وهناك لعبة مسائية رمضانية في العراق _وتحديدًا في بغداد_ تسمى "المْحِيْبِس"، وفق حديث مشهداني، ويلعبها الشباب بالعادة بعد صلاة التراويح، وفي المحيبس يتنافس فريقان في الاحتفاظ بالمحبس أو الخاتم الذي هو أداة اللعب المستخدمة، وغالبًا يكون الخاتم من فضة أو ذهب.

ويصف: "يصطف فريقان متقابلان في لعبة "المحيبس"، فيخفي أحد اللاعبين المحبس بأيادي لاعبي فريقه، بعد أن يضع غطاء على ظهره يحول دون إمكانية تحقق الفريق الآخر بيد من وضع، ثم يسعى لاعب واحد بمساعدة لاعبين آخرين من الفريق الآخر إلى التعرف إلى اليد التي دس فيها المحبس من بين الأكف المغلقة، وذلك للحصول على النقاط وعلى المحبس ليكون بيد فريقه، ثم تبدأ عملية البحث عنه من جديد".

وعادة تكون النقاط حسب حجم اللعبة والأشخاص المشاركين، ويمكن أن يتكون الفريق من شخصين أو من مئتي شخص، كما يوضح.

وتستقطب لعبة "المحيبس" في رمضان بالعراق اهتمام غالبية الناس؛ فتشكل لهذا الغرض فرق خاصة من مدن العراق عامة، وتتواصل جهود القائمين عليها مدة شهر حتى تفوز إحدى الفرق من المدن العراقية بهذه البطولة، التي تحظى بسمعة جماهيرية واسعة وبدعم شخصيات رسمية وشعبية.

ويتخلل هذه اللعبة _لا شك_ تناول المشروبات المرطبة، والحلوى التي تعد خصيصى لتلك الليالي الرمضانية، وتخصص للفريق الفائز هدايا معينة.

أما الثلث الأخير من شهر رمضان فيستعد فيه الناس لاستقبال عيد الفطر بتزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الأقارب والأصدقاء، وتبرز مبادرات الشباب العراقيين في التزيين بوضوح، وتجهز أيضًا ألعاب الأطفال في الساحات والحدائق، فضلًا عن إعداد الحلوى، والعصائر، والمكسرات التي تقدم للضيوف والزوار.

اخبار ذات صلة