اتهمت صحيفة هآرتس العبرية، جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتعمد إطلاق النار على المسعفين والممرضين والصحفيين والمعاقين خلال قمع مسيرة العودة التي انطلقت في 30 مارس الماضي.
وذكر مقال للكاتب جدعون ليفي، نشرته الصحيفة اليوم، أن جيش الاحتلال استخدم الدعاية بشكل كبير جدًا أمام العالم لمواجهة الحقائق الصادرة عن قطاع غزة، حتى هبط استخدام الدعاية إلى مستويات هابطة جداً وحقيرة، حتى باتت الحقائق هي العدو الأبرز لـ(إسرائيل).
وفند المقال ذرائع جيش الاحتلال بالقتل غير العمد، وقال: "إذا كنا نثق بقناصة الجيش الإسرائيلي بأنهم يعرفون ما يقومون به، وأنهم القناصة الأكثر دقة في العالم، فإن هؤلاء أشخاص تم إطلاق النار عليهم بشكل متعمد".
وأضاف: "لو كان الجيش الإسرائيلي يؤمن بعدالة المعركة التي يقوم بها في غزة لكان تحمل المسؤولية عن حالات القتل هذه، اعتذر، عبر عن الندم، عرض تعويضات. ولكن عندما تشتعل الأرض تحت الأقدام، عندما يعرفون الحقيقة، عندما يدركون أن إطلاق النار الحية على متظاهرين وقتل أكثر من 120 شخصًا منهم وتحويل مئات الأشخاص إلى معاقين، فإن هذه الأمور تشبه أكثر المذبحة –لا يمكن حينها الاعتذار أو الندم. في حينه تدخل إلى العمل ماكينة الدعاية للمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي– هجومية وخرقاء ومخجلة".
وذكر المقال أن الناطق باسم جيش الاحتلال افخاي أدرعي كان قد نشر فيلم قصير تشاهد فيه الشهيدة رزان النجار يدعي فيه أنها كانت تلقي قنبلة على الاحتلال، إلا أن الحقيقة تشير إلى أن النجار كانت تبعد عن نفسها قنبلة دخان أطلقها الجنود نحوها.
وأضاف: "أدرعي كان سيقوم بنفس الشيء. ولكن من أجل هذه الدعاية اليائسة أظهر التحقيق الإسرائيلي أنه لم يتم إطلاق النار عليها بشكل متعمد. فيما أشارت ماكينة الدعاية إلى أنها ربما قتلت بنار فلسطينية، التي تقريبًا لم تطلق خلال هذين الشهرين".
وتابع المقال بسخرية: "هل ربما أطلقت (رزان النجار) النار على نفسها؟ كل شيء ممكن. هل نتذكر تحقيق للجيش الإسرائيلي أظهر شيئًا مخالفًا؟".
وشدد المقال على أن جيش الاحتلال قتل ممرضة بالزي الأبيض في مخالفة واضحة للقانون الدولي الذي يحمي الطواقم الطبية في مناطق القتال.