قائمة الموقع

​لماذا يغيب المصور الصحفي عن مائدة رمضان؟

2018-06-10T06:46:42+03:00

ما بين مشاغل العمل وحُب الانتماء له والبحث دائماً عن مواضيع مميزة يمكن عملها أو صورة فتوغرافية مختلفة ربما لعائلة فقيرة أو حتى لطفل يفطر دون أهله أو أمٌ فقدت أبناءها وغدت تجلس على مائدة الإفطار وحيدة، كل هذه المشاهد يحرص المصور على اقتناصها ما قبل الإفطار، وينسى أنه هو الآخر لديه عائلة وأبناء ينتظرونه على مائدة الإفطار كي يتناول معهم الطعام.

مصور وكالة الأناضول للأنباء علي جاد الله، والذي يحرص غالباً على التقاط أفضل اللحظات التي من خلالها يوصل رسالة الفلسطينيين وبالتحديد في قطاع غزة للعالم فتارة ينشر فرحاً في صوره ومرة أخرى ينشر وجعاً في وداع شهيد أو فقدان حبيب أو حتى في عائلة فقيرة لا تمتلك أدنى مقومات الحياة.

يقول جاد الله لـ"فلسطين" عن عمله في شهر رمضان: "غالباً العمل في هذا الشهر متعب جداً لا سيما عند الذهاب للحدود وفي يوم الجمعة تحديداً، ويتجمع المئات في مسيرة العود الكبرى، وعلينا أن نبحث بين هؤلاء عن قصة تلقى اهتمام العالم، فنصور من جاء ليُعد الطعام ومن يرمي الحجار بالمقلاع على الاحتلال أو من يشعل الكوشوك".

ويتابع: "أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن نقطة الصفر كي لا أتعرض للأذى، فدائماً أتذكر أن زوجتي وابني في انتظاري وعليّ أن أحافظ على نفسي من أجلهم، ولكن الظروف تحكم في بعض الأحيان علينا وتجعلنا نخاطر من أجل التقاط صورة توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقنا".

ويكمل: "في شهر رمضان تحديداً يكون التعب مضاعفا جداً خاصة وأنني أعمل في وكالة عالمية، ويتطلب ذلك الحصول على صور حصرية لهذه الوكالة، وبالتأكيد هذا الجهد يؤثر على حياتي الشخصية بشكل كبير".

ويردف: "في كثير من الأحيان أضطر للإفطار خارج المنزل بسبب انشغالي، أحياناً تضطر زوجتي لانتظاري ما بعد الإفطار بساعة كي تتناول معي الطعام، وأحيانًا أخرى أضطر للإفطار في العمل ولكن هذه المواقف صعبة جداً بالنسبة لي، لا يوجد أجمل من لمة العائلة على سفرة رمضان".

ويقول جاد الله: "الوقت أحياناً يسرقنا فنصل متأخرين على المنزل دون تناول حتى كوب ماء أو تمرة تكسر صيامنا، ونعود للمنزل مثقلين بالهموم من المشاهد التي رأيناها، هذا وحده كفيل بأن يجعلنا لا نتناول الطعام بسببها".

ويضيف: "عندما نصور شهيدًا مقطع الأشلاء على سبيل المثال أو حتى عائلة فقدت أحد أحبتها في شهر رمضان وتبكي ليل نهار عليها أو أسرة فقيرة لا تمتلك من المال ما يكفي لشراء الطعام، هذه المشاهد جميعها تؤثر فينا كمصورين سلبيًا حتى أننا نبقى متأثرين ليوم أو يومين من هذه المشاهد".

اخبار ذات صلة