قائمة الموقع

​تنافس قبل المغرب على شراء "المشروب الرئيس"

2018-06-10T06:36:47+03:00

قبل أذان المغرب بنصف ساعة، يصبح مشروب الخروب الذي يحظى بشعبية واسعة، هدفًا يسعى إليه الصائمون من كل حدب وصوب.

يشكل مشهد غزيين يلتفون حول عربات بيع الخروب في الأسواق الشعبية، ومحلات العصائر، لوحة رمضانية تتكرر كل عام.

يسعف هذا المشروب في ذلك، أنه ذو تكلفة منخفضة، لكن في المقابل هناك من يفضل صنعه في المنزل.

وإلى جانبه، هناك العديد من المشروبات التي يحرص الصائمون على توفرها، كالكركديه، والليمون.

1 تجارب

يحدد الشاب أحمد زهير، العصائر الشائعة التي يتناولها الغزيون في رمضان كالتالي: الخروب، الكركديه، وعصير الليمون، فضلا عن مشروب غازي، أو صناعي، لكنه يقر بما لا يترك مجالا للشك، بأن الناس يقبلون على الخروب على نحو لافت.

يقول لصحيفة "فلسطين"، بينما كان في طريقه لشراء بعض الحاجيات، إن سفرة طعامه يتوافر عليها دائما هذه المشروبات.

وعلى نطاق واسع، تنتشر أيضًا المشروبات المصنعة المُركزة، التي يتم تحضيرها عبر خلطها بالماء.

يفضّل أحمد المشروبات الطبيعية، ولذلك لجأت والدته إلى تحضير الخروب الطبيعي لمرتين متتاليتين، لكن هذه المحاولة لم تكن ناجحة، كما يقول، لعدم وجود خبرة في صنعه بالمنزل.

وهو يقر بأن الخروب الذي يباع في السوق، يشهد إقبالًا "من الجميع"، لكنه مع ذلك لا يلجأ لشرائه، مفضلًا المشروبات البيتية.

يعلل ذلك بأن المشروبات المنزلية تحظى باهتمام أكبر بالمواصفات الصحية، من وجهة نظره، وصحيح أن بائعين، يلتزمون بها، لكن قد لا يكون الجميع كذلك.

والعصائر والمشروبات هي أول ما يتناوله كثيرون فور رفع أذان المغرب، وذلك كما يقول أحمد لتليين معداتهم التي امتنعت عن الطعام لما يقارب 16 ساعة متتالية.

لذلك يوزع هذا الشاب تناوله للمشروبات، فيقوم بذلك قبل الطعام، ووسطه، وفي نهايته.

وتتفق مواقع إلكترونية متخصصة، في وصفها للخروب على أنه ثمار تشبه قرون البازيلاء، تحتوي في داخلها على اللب والبذور، ويحظى بمذاق حلو، وأنه لا يحتوي على الدهون أو الكافيين.

وبحسب تلك المواقع، من فوائد الخروب المساعدة في حفظ الجهاز الهضمي، والقلب، والعظام، والكلى وعلاج حالات الإسهال، كما أنه يحتوي على كم كبير من العناصر الغذائية وهي: فيتامينات أ، ب2، ب3، ب6، ج، الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، الفسفور، البوتاسيوم، الصوديوم، الزنك، الدهون، الكربوهيدرات، السكر، الألياف، الكوليسترول.

وصحيح أن مذاق الخروب هو ما يدفع كثيرين لتناوله، مقابل أن الدافع لدى آخرين هو فوائده، لكن عناصره الغذائية ستعود بالنفع عليهم جميعا.

ولا يعني عدم نجاح تجربة تحضير الخروب الطبيعي في المنزل، أن يمتنع أحمد عن تحضير الكركديه الطبيعي، تحقيقا لرغبته.

هذا الشاب الذي هو في بداية العشرينات من عمره، يشرح طريقة صنع الكركديه الرمضاني: "أشتري واحد كيلو كرام منه، وأقسمه إلى نصفين، وأنقع أحدهما بالماء، من ساعتين إلى أربعة".

بعض الناس، كما يضيف، تضع فانيلا أو ما يعرف بـ"روح البرّاد"، على الكركديه لكنه لا يفضل ذلك.

وربما سيستمر أحمد في التجارب، حتى إتقان تحضير الخروب الطبيعي!

2 هذه هي الطريقة

تقول بائعة الجبن، على فرش في سوق الزاوية العتيق، أم أشرف، إن والدتها حافظت على عادة تحضير الخروب في المنزل، مذ كانت طفلة.

ولم يقتصر دور أم أشرف على شرب الخروب فحسب، بل كانت هي التي تنقله إلى سفرة الطعام، والمساعدة أحيانا في تحضيره.

هذه السفرة التي تصفها بأنها كانت بسيطة، لكنها لا تتكرر ولا تعوض، إذ إنها لم تكن تستمد قيمتها مما تحتويه من أصناف الطعام، بل باجتماع الأسرة حولها، في أجواء متماسكة، يسودها الحب والوئام.

بعد أن أخذت هذه الخمسينية شهيقا وزفيرا، استرجعت طريقة تحضير الخروب قائلة، إنه يتم نقعه في لترين من الماء لمدة 12 ساعة أو طوال الليل، ثم يتم نقل الخروب والماء الذي تم نقعه فيه إلى قدر وغليه على نار قوية لمدة ساعة، قبل أن تتم تغطية هذا القدر.

بعد ذلك تتم تصفية السائل، وإزالة قطع الخروب منه، وإضافة السكر إلى السائل ومزجهما جيدا، كما تضيف.

لكن هذا ليس هو نهاية المطاف، بل يجب وضع المشروب في الثلاجة لما لا يقل عن ساعة، لشربه باردا.

وليس الجميع يفضل تحضيره في المنزل، لذلك يرى البعض أن من الأسهل شراءه، لكن ما لا تجد له أم أشرف تفسيرا، هو سؤال: لماذا يحب كثيرون شراء الخروب في آخر نصف ساعة من الصيام؟ حيث يلتفون حول عربات بيعه؟

ربما التفسير يكون في الأجواء التي تصاحب ذلك، فضلا عن أن البعض يقضي هذا الوقت في السوق.

وإذا كانت الملوخية هي الطبق الرئيس الذي لا يستغني عنه كثيرون في اليوم الأول من الشهر الكريم، وإذا كانت القطايف هي التي تحتل المرتبة الأولى في الحلوى الرمضانية، نجح الخروب في أن يكون مشروبا رئيسا لا يغني عنه غيره، وإن نافسوه، كما تتمم أم أشرف!

اخبار ذات صلة