أدّى نحو 280 ألف فلسطينيّ، صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضها الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة أوقاف القدس، في تصريح عبر موقعها في "فيس بوك"، أمس، بأن نحو 280 ألف فلسطيني ممن سمحت لهم سلطات الاحتلال بالوصول إلى الأقصى، أدوا الجمعة الرابعة من شهر رمضان في المسجد وباحاته.
وتوافد الفلسطينيون من الضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، وأهالي القدس، منذ ساعات فجر الجمعة نحو المسجد المبارك، فيما شهدت الحواجز العسكرية الفاصلة بين الضفة الغربية ومدينة القدس ازدحاما كثيفا.
كما شهد طول الجدار الفاصل بين بلدة الرام ومدينة القدس عمليات كر وفر بين الشبان وقوات الاحتلال، خلال محاولتهم تخطي الجدار للوصول إلى مدينة القدس والصلاة في الأقصى. واستخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لمنع الشبان من تخطي الجدار.
ورحب خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد سليم، بالمصلين الذين تخطوا الحواجز العسكرية للوصول إلى الأقصى.
وقال الشيخ سليم، إن الجمعة الأخيرة من رمضان هي جمعة المسجد الأقصى الذي يدخل عليه 51 عامًا وهو ينتهك حرمته ويعتدى على المصلين فيه، مؤكدًا أن الاحتلال ينتهك في الأقصى حرمة شهر رمضان.
وأضاف مخاطبا المصلين: "لقد نجحتم في الامتحان الرباني فشددتم الرحال إلى الأقصى رغم كل المعوقات والمنغصات، وتمسكتم بالقدس وترابها فكنتم حقًّا مؤمنين مرابطين".
وحذر ممن وصفهم بـ"المنافقين الذين أعطوا ولاءهم للكفارين ويسيرون معهم فيما يسمى بصفقة القرن المشؤومة، متآمرين على القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية".
وأكد أن "هذا لن يغير شيئًا من حقنا التاريخي والديني في بيت المقدس وأكنافه".
وعقب أداء صلاة الجمعة، شهدت أسواق القدس القديمة، خاصة المتاجر التي تقع في طرقات وشوارع الوافدين إلى الأقصى، حركة تجارية نشطة.
تنغيص متعمد
ورصدت صحيفة "فلسطين" غضبا فلسطينيا من التعزيزات العسكرية وطائرات التصوير التي كانت تراقب المصلين في باحات الأقصى.
وقال عبد الحكيم عمر من مدينة نابلس: "الاحتلال لم يحترم خطبة الجمعة فكانت الطائرة تتعمد التحليق على ارتفاع منخفض جدا، هدير محركاتها كان يمنع سماع صوت الخطيب وكأن الأمر مقصودا ومتعمدا".
وأضاف عمر: "الجموع البشرية داخل ساحات الأقصى، جموع مسالمة ودخلت من حواجز عسكرية يسيطر عليها الاحتلال ومع ذلك تمت ملاحقة المصلين حتى في صلاتهم وخطبة الجمعة وبعد انتهاء الصلاة".
فيما تهكم عماد نوفل من قلقيلية من هذه الطائرات قائلا: "يحرصون على عدنا بالضبط بدون زيادة او نقصان وكأننا نعمل عندهم، فهذا الاسلوب من المراقبة لا يليق بقدسية المكان المقدس".
كما قال فتح الله الصعيدي من طولكرم: "لا نتوقع من الاحتلال الا التنغيص علينا في كل تفاصيل حياتنا، وإن وجود طائرة عمودية ليس الا اداة من الادوات التضيق على المصلين بدون رحمة او انسانية".
وأضاف: "الاحتلال يجبر المصلين التجمع في معبر قلنديا بالرغم من وجود معابر قريبة من القدس، ويضطرون للسير مسافة طويلة وعند دخول الحاجز يتم الفحص العشوائي للمصلين وارجاع العديد منهم بالرغم من تتطابق الشروط التي وضعوها لمن يريد الدخول للقدس للصلاة".
بدوره، أكد الإعلامي نواف العامر أن الاحتلال يهدف من وراء التضيق العسكري على القدس، تجسيد عامل الخوف بين أوساط الفلسطينيين؛ حتى لا يعود للصلاة في الأقصى مرة أخرى.
وأشار العامر إلى أن الاحتلال يهدف أيضا إلى ترسيخ رسالة عسكرية بأنه المسيطر على المدينة ومقدساتها.