قائمة الموقع

"العودة حق كالشمس".. الجدة آمنة توصي حفيدتها يارا

2018-06-09T07:13:44+03:00

تجلس المسنة آمنة عبد الرحمن عدوان (65 عامًا) برفقة حفيدتها يارا (14 عامًا) في إحدى الخيم المنصوبة في مخيم العودة شرق رفح جنوب قطاع غزة، تراقبان عن كثب الأراضي المحتلة خلف السياج الفاصل.

ما يمنع الجدة آمنة مرافقة حفيدتها إلى بلدتها الأصلية "بربرة" والتمتع بخيراتها، الأسلاك الشائكة وقوة الاحتلال الغاشمة المتمركزة على طول الحدود بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948.

وتقع بربرة في الجزء الجنوبي من ساحل فلسطين على الطريق الرئيس بيـن غـزة ويافا، على بعد خمسة كيلو مترات إلى الجنوب من المجدل، وحوالي (20) كيلو متر إلى الشمال من غزة، وهي من قرى لواء غزة، وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (50) مترًا.

ودون وجود الاحتلال يمكن لعدوان الوصول إلى بربرة عبر السيارة خلال أقل من ساعة، لكن ذلك يبقى حلمًا اسمه "العودة" إلى الديار، تنتظره وتتمنى تحقيقه قبل موتها.

"إن رحلت قبل يوم التحرير والعودة إلى الديار، فأنت يا حفيدتي يا من تحملين همي ستشهدين ذلك اليوم وستعودين إلى أرض الآباء والأجداد التي طردنا منها الاحتلال بقوة السلاح"، تقول الجدة لحفيدتها يارا.

وتضيف موصية إياها ومن حولها من الصغار: "العودة حق كالشمس، إن متنا نحن الكبار فأنتم يا صغار ستواصلون المشوار لتحقيقه".

وتقول في حديثها لصحيفة "فلسطين": "أشارك برفقة أبنائي وأحفادي كل جمعة في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، وسنستمر في المشاركة حتى آخر نفس"، مضيفة: "يد الله مع الجماعة ولن تنكسر أمة دينها الإسلام".

وأشارت عدوان بيديها إلى مجموعة من المسعفين الذين ينقلون الجرحى في أرض الميدان بعد إسعافهم، لتقول: "ابني عرفات أيضا يعمل مسعفًا متطوعًا يأتي إلى المخيم بعد فراغه من عمله ويقدم الخدمات الإسعافية للشباب الثائرين".

وإن كانت خائفة على نجلها من غدر الاحتلال سيما أنه يتقدم صفوف المتظاهرين ويسعف المصابين، قالت: "مثله مثل باقي الناس.. كلنا فداءً لفلسطين".

وأوضحت: "شاركت في المسيرات منذ بدايتها وسأستمر في المشاركة حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا"، قائلة: "مشاركتي تغيظ الاحتلال، ولست خائفة من قنابل الغاز السام أو الرصاص الحي، فأنا هنا أجلس على أرضي المحررة وأراقب أرضي المحتلة".

وتابعت: "رغم الحصار والجوع مستمرون، لن نركع ولن نستسلم ولن نسلم ولن نتنازل عن حقوقنا الثابتة والأصيلة".

وأضافت: "زوج ابنتي شهيد، ولي ابنة استشهدت بعمر أربعة أشهر، تقدموا فداء للوطن، وأنا على دربهم ماضية، وهؤلاء أحفادي سيواصلون الكفاح من بعدي على طريق التحرير والعودة".

بدورها، أكدت الحفيدة يارا أنها تشارك في فعاليات مسيرة العودة باستمرار، موضحة أنها خلال فترة الامتحانات المدرسية النهائية انقطعت عن المشاركة لكنها عادت بعد الفراغ منها.

وقالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "لست خائفة من الغاز أو الرصاص، نحن هنا نتظاهر بشكل سلمي، وأقول لليهود ستدحرون وسننتصر، لأننا أصحاب حق وأنتم غاصبون عابرون"، موضحة أن تلك هي وصية جدتها لها.

اخبار ذات صلة