فلسطين أون لاين

اللي يشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته

...
غزة/ جمال غيث:

يتنقل العشريني لؤي سالم بسيارته الشخصية برفقة مجموعة من زملائه، وشغلهم الشاغل مساعدة الأسر الفقيرة في مختلف محافظات قطاع غزة.

ينطلق العشريني سالم بسيارته الشخصية برفقة زملائه في فريق "سنحيا التطوعي الإغاثي" من الساعة الحادية عشرة صباحًا، وغالبًا إلى ما بعد أذان المغرب، متنقلين بين محافظات القطاع لإغاثة المحتاجين.

ولا يتوانى سالم _وهو من سكان شمال قطاع غزة_ عن الوصول إلى مختلف الأسر الفقيرة، والتغيب عن منزله ساعات، تاركًا سفرة الإفطار تنتظره إلى ما بعد أذان المغرب بساعات، مستحضرًا قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس".

يقول: "بضع تمرات ورشفة ماء عادة ما تكون كفيلة بسد جوعي عند سماع أذان المغرب إلى حين الوصول إلى منزلي، بعد رحلة عمل ممتعة أختتمها بجلسة عائلية أحاول خلالها تعويض ساعات الغياب عن المنزل".

لكنه في الغالب يضطر إلى الجلوس قبالة شاشة الحاسوب لمتابعة استفسارات الأسر الفقيرة التي تتواصل معه عبر حسابه الشخصي، أو صفحة الفريق في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، أو التواصل مع رجال الخير لإعالة أهالي القطاع.

ولأن أوضاع قطاع غزة المأسوية يحاول سالم ورفقاؤه التواصل مع أصحاب الخير داخل وخارج الأراضي الفلسطينية، لتوفير الأموال من أجل سد رمق الأسر الفقيرة في غزة المحاصرة التي حرم سكانها احتياجاتهم.

يصمت سالم وهو يتحدث إلى صحيفة "فلسطين" برهة من الوقت في التفكير بأوضاع الأسر الفقيرة في القطاع، ليكمل: "أعان الله أهالي القطاع؛ فقد حرمهم الحصار وتضييق الخناق على القطاع وتدهور الأوضاع الاقتصادية احتياجهم من مأكل ومشرب وملبس يناسبهم".

يحاول سالم توثيق المساعدات والأشخاص الذين يزورهم ويقدم لهم المساعدة برفقة فريقه، لتقديم هذه الوثائق والصور للداعمين، إذا تطلب الأمر ذلك، مع إخفاء بعض ملامح أصحابها، فهو مصمم ومصور فوتوغرافي، حفاظًا على خصوصيتهم.

يختتم حديثه: "اللي يشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته".