فلسطين أون لاين

هنية: مسيرات العودة أحدثت اختراقات نوعية على الصعد كافة

...
غزة - فلسطين أون لاين

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية أن مسيرة العودة أحدثت نقلةً نوعية على طريقة إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد هنية خلال كلمة له بمؤتمر يوم القدس العالمي بمدينة غزة اليوم الخميس لتكريم أهالي شهداء مسيرات العودة، أنها أحدثت اختراقات مهمة على الصُعد الميدانية والسياسية والاعلامية والمحلية والوطنية والاقليمية والدولية.

وأضاف "مسيرات العودة رغم أننا ندفع فيها ثمن من ابنائنا شهداء وجرحى؛ لكننا نقول هي الخيار الأنسب بين الخيارات الصعبة في هذه المرحلة، وهي مستمرة حتى تعود الأرض حرة".

وأوضح هنية أن هذا الحشد السياسي والشعبي المشارك في مؤتمر يوم القدس العالمي يعكس مفهومًا واضحًا ومحدد أن الشعب الفلسطيني توحده المقاومة ومسيرات العودة، بينما تفرقه الاتفاقيات التي اعترفت بالاحتلال.

وأضاف "رغم كل ما يحيط بغزة من حصار وتضييق وتجويع ومحاولات تركيع وتطويع إلاّ أن هذا الشعب دائماً قادر على المبادرة واجتراح المسارات، وفرض قضيته على كل الطاولات".

وأكد هنية على أهمية ما اسماه "عدم الاستعجال بقطف الثمار" في مسيرات العودة، مشدداً على أهمية المحافظة على طول النفس في إدارة النضال والمقاومة الشعبية.

ولفت إلى أن مسيرات العودة أحدثت حراكًا غير مسبوق، قائلاً " في كل مرة كان حرص صهيوني وأمريكي بعدم السماح لشعبنا باستثمار صموده وانتصاره العسكري لإنهاء الحصار؛ لكن هذه المرة يوجد حراك مختلف".

وذكر هنية أن مجلس الأمن عقد 3 مرات في فترة قصيرة، وفشلت أمريكا في تطويع المجتمع الدولي لسياساتها، مثمناً موقف الكويت على إفشال مشروع قرار أمريكي بإدانة المقاومة الفلسطينية".

وعلى صعيد الحراك الدولي أكد هنية استعداد حركته للتعاطي ايجابيا مع كل مبادرة حقيقية تنهي الحصار كليّاً عن غزة؛ ولكن ليس على حساب شمولية القضية الفلسطينية.

وأكد هنية على أهمية أن تنتقل مسيرات العودة إلى الضفة والقدس، وأـن يتفاعل معها شعبنا في المنافي والشتات، وأنا على يقين أن الضفة لن تكون متضامنة مع غزة؛ بل من الخطأ أن نقول ذلك.. الضفة عودتنا أن تكون مبادرة ومقاومة ومقاتلة".

تلازم المسارات

وفيما يخص الجولة العسكرية التي خاضتها فصائل المقاومة مؤخرًا مع الاحتلال أوضح هنية أنها جاءت للتأكيد على نظرية التكامل بين المقاومة الشعبية والعسكرية.

وقال "البعض يعتقد أن ذهاب الشعب وفصائل المقاومة نحو مسيرة العودة بمفهومها الشعبي وأدواتها السلمية أنه ارهقتها البندقية أو أنها لم تعد مقتنعة بجدوى المواجهة العسكرية؛ لكن جاءت هذه الجولة لتؤكد على تلازم المسارات في شمولية المقاومة".

وشدد بقوله "محاولات العدو فرض معادلات في الميدان بالطريقة التي يقررها هو لا يمكن أن تمرر علينا وعلى فصائل المقاومة؛ ولذلك استطاعت المقومة من خلال الجولة أن تحمي هذه المعادلات وأن تحافظ على معادلة ردع العدو".

وأضاف "أوقف المقاومة مفهوم الغطرسة الذي يريد أن يستمر بها الاحتلال، بل المقاومة الشعبية تحميها المقاومة العسكرية".

وعلى صعيد محاولات كسر الحصار البحري من خلال القافلة البحرية، قال هنية "ما اعظمك يا غزة تقاتلين بالبر والبحر والجو في وقت واحد، وأحيّ كل الذين وقفو بصمود واخترقوا الحدود المصطنعة في بحرنا".

وتابع حديثه "نعم سيطر عليها الجيش الاسرائيلي، واحتجز المشاركين على متن السفينة واطلق سراحهم؛ لكننا سنعود ونكسر الحصار البحري مجدداً، وهو تطور في اليات مواجهة هذا الحصار براً وبحراً".

وطالب هينة الاحتلال الإسرائيلي بضرورة الإفراج عن قبطان سفينة الحرية سهيل العامودي، مؤكداً أنه كما سيعود شعبنا للبر والحدود.. سنعود للبحر مرة ثانية.

صفقة القرن

وأشار هنية إلى أن أهداف ما يسمّى "صفقة القرن" هي تصفية القضية الفلسطينية، وتجريم خيار المقاومة في فلسطين والأمة، ووصفه بأن المقاومة ارهاب، وأن "اسرائيل" ليست عدو بل إيران هي العدو.

وأوضح أن ترامب أعلن هذا المشروع بشكل متكامل داخل المنطقة وخارجها، مؤكداً أن المشروع الامريكي ليس قدراً "ولن يمر لا على الشعب، ولا على الأمة، ومشروعنا قائم على افشال صفقة القرن".

وأضاف "صفقة القرن اليوم تترنح بفعل دماء شهداء مسيرة العودة وبخاصة يوم 14 من الشهر الماضي؛ حيث خطفت كل انظار العالم عن يوم نقل السفارة للقدس إلى مسيرات العودة.. مشروعنا أن نستمر بالمقاومة الشاملة".

الوحدة الوطنية

وأكد هنية أن حركته مازالت دعاة وحدة ومصالحة حقيقية، قائلاً "لن نقع بفخ فصل غزة عن الضفة، وفصل غزة والضفة والقدس عن بقية فلسطين، وفصل شعبنا في الداخل عن شعبنا في الخارج".

وأضاف "يجب أن تكون هناك مقاربة مختلفة في موضوع المصالحة؛ نبدأها بعقد مجلس وطني توحيدي على أساس تفاهمات القاهرة وبيروت، وذلك ما قلناه للأخوة في مصر وخلال لقائنا وزير المخابرات عباس كامل".

وذكر أن حركته مع تطبيق اتفاقيات 2011 بكل ملفاتها رزمة واحدة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤوننا في الضفة وغزة، يكون لها ثلاث مهمات، توحيد مهمات المؤسسات الوطنية في الضفة وغزة، وإجراء انتخابات، وانهاء كامل للحصار وإعمار قطاع غزة، ورفع كامل الإجراءات الانتقامية ضد غزة".

وأضاف "لا يجوز أن نجلس مع اخواننا على طاولة البحث في المصالحة، وسيف الاجراءات الانتقامية على رقاب ابناء غزة".

ودعا هنية لبناء خط قوي في المنطقة يتبنى الاستراتيجية السياسية ويدعم المقاومة، ويدعم الصمود لشعبنا الفلسطيني على قاعدة التصدي للإدارة الأمريكية التي تريد أن تطيح بفلسطين.

وعبّر هنية عن اعتزاز شعبنا بعلاقه مع إيران وقوى الممانعة بالمنطقة، ونتبنى استراتيجية الانفتاح على كل أبناء امتنا، نريد علاقة قوية ومستقرة مع مصر وباقي الدول العربية والاسلامية.