فلسطين أون لاين

​تكية أهل الخير "إفطارٌ شهيّ" بجودةٍ عالية

...
غزة - فاطمة أبو حية

30 متطوعًا يعملون كخلية نحل، كلٌّ منهم يتقن القيام بالمهمة المنوطة به، وينفّذها في الوقت المحدد لضمان وصول الطعام إلى مستحقيه قبل موعد الإفطار، بهذه الطريقة يستمر العمل نحو 15 ساعة يوميًّا في "تكية أهل الخير"، التي افتتحها عدد من الشباب في النصيرات قبل شهرين.

عملٌ متكامل

يقول مدير "تكية أهل الخير" ماجد زريد: "نحن مجموعة من الشباب أردنا إيجاد طريقة لخدمة أبناء شعبنا في الظروف الصعبة التي يعيش فيها قطاع غزة بسبب الحصار، فوجدنا أن أفضل ما يمكننا فعله هو تأسيس مطبخ يقدم الطعام لأسر فقيرة ومهمشة".

ويضيف لـ"فلسطين": "لم نكن نملك أي إمكانات لإطلاق المشروع، فبحثنا عن ممولين ولكن دون جدوى، لذا لجأنا إلى خطة عمل بديلة في التمويل، وهي "أسهم خير"، بقيمة خمسة شواكل أو عشرة للسهم الواحد، وتوجهنا إلى مواطنين لم يتضرر دخلهم، كبعض موظفي القطاع الخاص".

يتابع: "بهذه الطريقة جمعنا تبرعات بسيطة، إضافة إلى تبرعات عينية ببعض المعدات المطلوبة للعمل، ثم افتتحت التكية، وكان ذلك قبل أقل من شهرين".

ويذكر أنهم في البداية أرادوا تغطية حاجة سكان المنطقة، وفي الأسبوع الأول من رمضان تمكنوا من تقديم وجبات الإفطار لدائرة أوسع، وحاليًّا يوزعون الطعام على 400 – 1000 أسرة يوميًّا في النصيرات والمغراقة ومدينة الزهراء، مبينًا أن اختلاف العدد يرجع إلى ما يملكونه من إمكانات.

يبدأ بعض المتطوعين عملهم في الصباح الباكر، ينهون تجهيز الطعام، ليسلموه لـ"مندوبي المناطق"، وهؤلاء بدورهم يوزعون الوجبات على الأسر، وفي الوقت نفسه ينشط "قسم البحث الاجتماعي" بهدف استطلاع أوضاع الأسر الفقيرة، وتجهيز كشوفات بأسماء العائلات التي تستحق الدعم.

يقول زريد: "في كل يوم نحدد كل تفاصيل عمل اليوم التالي، كتحديد الأسر المستفيدة، والتنسيق مع مندوبي المناطق وشراء كل الاحتياجات، وأيضًا نحدد الأصناف التي سنعدّها من الطعام وفق المُتاح لنا من التبرعات العينية والنقدية".

لضمان الجودة

ويشير إلى أن طريقة العمل تضمن جودة المنتج، إذ يوجد طاقم من الطهاة والطاهيات، يرتدون ثوبًا مخصصًا، وقفازات لضمان نظافة الطعام، لافتًا إلى أن العمل لا ينتهي بتوزيع الطعام، فيسأل المستفيدون عن رأيهم في الطعم والنظافة، وعن ملاحظاتهم، لتفادي الأخطاء وإدخال التحسينات اللازمة.

ويبين أن للتكية قاعدة بيانات خاصة، تضم أسماء أسر بدرجات فقر مختلفة، يُوزّع الطعام عليها لضمان توصيله إلى أكبر عدد ممكن من العائلات، ما عدا الأُسر الأشد فقرًا، فهذه تُقدّم الوجبات لها يوميًّا.

ويقول زريد: "التكية هي شبه مؤسسة، لا يقتصر عملها على تقديم وجبات الطعام، وإنما نستقبل التبرعات العينية والنقدية، لنعيد توجيهها إلى مستحقيها، وكذلك نتعاون مع بعض المؤسسات للمساهمة في ترميم بيوت، ودفع قيمة إيجار البيت للمحتاجين، وتأسيس مشاريع صغيرة، وسداد الديون، والقسم الطبي يتابع جرحى مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار".

يضيف: "في رمضان الحالي نوزع السلات الغذائية، وننظم برنامجًا ترفيهيًّا للأطفال بالشراكة مع "حكواتي"، إذ نجمعهم في مكان محدد ونوزع عليهم الحلوى لنخفف عنهم المعاناة الناجمة عن أوضاع القطاع، وفي العشر الأواخر من الشهر الفضيل سننظم (بازار) لملابس جديدة ومستعملة ولكن بحالة جيدة".

ويتابع: "نعمل 15 ساعة في اليوم تقريبًا لنصل إلى النتائج المطلوبة، ومع كل هذا الجهد نكون سعداء للغاية عندما نرى السعادة على وجوه المستفيدين".