فلسطين أون لاين

​جامع "هواجيويه" فن معماري يشبه القصر الإمبراطوري الصيني

...
بكين / غزة - مريم الشوبكي

الفن المعماري الصيني يتجلى بأبهى صوره في مسجد "هواجيويه"، كونه من أكبر المساجد في الصين، وهو يشبه القصر الإمبراطوري الصيني بضخامة بنائه وروعة هندسته.

جامع "هواجيويه" _ومعناه التوعية_ يجمع أغلب المؤرخين أن تاريخه يرجع إلى أوائل عهد أسرة هينغ.

وسمي باسمه لوقوعه في زقاق هواجيويه غربي برج الطبول بمدينة "شيان"، وترجح الأقوال في بنائه أن الأنصاب الخاصة بمسجد هواجيويه قد اختلطت بمثيلاتها الخاصة بالمساجد الأخرى التي بنيت منذ زمن طويل.

واتخذ الجامع شكلًا مستطيلًا، وتبلغ مساحته ثلاثة عشر ألف متر مربع، ويتكون من أربع دور متراصة، تتوزع فيها أربع وثمانون غرفة من المباني الرئيسة والإضافية توزيعًا متناسقًا، ما يشكل مجموعة كاملة من البنايات، للدار الأولى بوابتان جانبيتان، تواجه إحداهما الجنوب، وتواجه الأخرى الشمال.

وتجد في موقع بوابة المسجد حاجزًا زخرفيًّا من الطوب، ارتفاعه أكثر من عشرة أمتار، وعرضه عشرون مترًا، إلى الداخل من الحاجز الزخرفي يقوم قوس خشبي منقوش جيدًا، وهو يواجه قاعة مرور مؤدية إلى الدار الثانية التي ينتصب فيها قوس ومقصورتان لاستيعاب الأنصاب الحجرية، تقع إحداهما يمينًا، والأخرى شمالًا.

للدار الثانية بوابتان أيضًا، وهناك قاعة مرور مؤدية إلى الدار الثالثة التي ينتصب في صدارتها برج شاهق معروف باسم "شينغشين"، وعلى جانبيها جناحان جنوبي وشمالي، وهو يواجه قاعة الصلاة الضخمة والبعيدة عنه، ما يرمز إلى مواجهة العنقاوات الخمس للشمس.

أما قاعة الصلاة فتستوعب ألف مصلٍّ، وهي صفوة مباني المسجد برمتها، وعلى جدرانها نقوش خشبية من الكتابات العربية والأزهار الجميلة، يتكون سقف القاعة مما يزيد على ستمائة قطعة من المربعات الملونة، وفي صدارة كل منها كتابات عربية تحيط بها الرسوم الصينية التقليدية من كل الجهات.

وأشد ما يلفت النظر مقصورة المحراب وراء عمودين بلون قرمزي، التي نقشت بكتابات عربية مموهة بالذهب، إضافة إلى أن المربعات الخشبية في أعلى العمودين وعتبة المقصورة العليا ومتدلياتها الخشبية مطعمة بزخارف من الألوان كافة.

بفضل ضخامة مباني مسجد "هواجيويه" وكثرة آثاره التاريخية أدرج ضمن قائمة أهم الآثار المحمية على نطاق البلاد، وأصبح مزارًا هامًّا يرتاده السائحون الذين يقصدون "شيان" للمرة الأولى.

بعد أن طبقت الصين سياسة الانفتاح على الخارج تواردت إلى مسجد "هواجيويه" جماعات من الضيوف الأجانب، الذين يظهرون إعجابهم الشديد به، وكان من بينهم رؤساء دول وحكومات وموظفون كبار كثيرون.