قائمة الموقع

​"أطول ساعة" في اليوم الرمضاني

2018-06-04T06:57:04+03:00

يشاع عن ساعة ما قبل الإفطار في رمضان أنها "الأطول" على الإطلاق، رغم أنها ساعة عادية من 60 دقيقة كغيرها، فهل هذا صحيح؟ وكيف؟ وما سرّ ذلك؟

قضاء هذه الساعة يختلف من شخص إلى آخر، لكن يتمحور الأمر حول التوجه إلى السوق أو قراءة القرآن أو الطبخ أو أداء النوافل، وغير ذلك، لكنه قد يمتد إلى التدخل في شؤون المطبخ بالنسبة لبعض الرجال.

لكن هل هذا ينطبق على جميع الأشخاص؟ وهل يحسن الجميع استثمار هذه الأوقات؟

1 تنظيم الوقت

"هي أكثر ساعة تعتبر حرجة"، تصف سيدة غزية أربعينية بذلك وقت ما قبل آذان المغرب في رمضان، لكنها تضيف في الوقت نفسه: "لكن على صعيدي الشخصي لا أعتبرها حرجة!".

ما تفسير ذلك؟ تجيب سها حرز الله صحيفة "فلسطين": "أخطط ماذا سأفعل، وكل شيء لدي بالوقت، وغالبا لا أكون مستعجلة بتحضير السفرة".

تقصد بذلك أنها تستطيع وضع رؤية لإنجاز مهامها المتعلقة بإعداد الطعام لأسرتها، دون أن تغفل أمورا أخرى يجب القيام بها.

تشرح حرز الله رؤيتها كسيدة: "أجهز الطبق الرئيس ومستلزمات الطعام كالملاعق والصحون من وقت مبكر، ثم أبدأ بالأطباق الملحقة كالسلطة والشوربة، وعندما يقترب موعد الآذان أبدأ بوضع اللمسات الأخيرة".

لكن هل هذا يعني أنها تقضي وقتها في المطبخ؟ "ليس دائما، حسب نوع الطعام"، توضح ما تفعله، متابعة: "قبل الفطور أنظف المطبخ وأجلي الأواني ولو بقيت نصف ساعة أو وربع أقرأ القرآن وأرد على بعض الرسائل من الأبناء والأصدقاء".

وهذا يعني أن دورها في إعداد الطعام، لا يمنعها عن تخصيص وقت في هذه الساعة المهمة من وقت الصائم للدعاء، قائلة: "هذا أهم شيء في الساعة الأخيرة، أحرص عليه أكثر من الفطور نفسه".

بل إنها تضيف: "على صعيدي الشخصي، التلاوة والقراءة تأخذ حقها تماما، ويجب ملاحظة أن من تنظم وقتها يظل لديها فائص لتستمتع بتلاوة القرآن الكريم، لأن رمضان شهر فضيل وخسارة أن يضيع منا دون أن نستفيد من كل دقيقة فيه".

وردا على سؤال: هل الساعة الأخيرة من الصيام تشعرين بأنها الأطول فعلا كما يقول البعض؟ تجيب: "ممكن لمن لا يقف في المطبخ، إذ إن من يحضر وينهمك بترتيب السفرة يشعر بأن الوقت يمر كلمح البصر، ويبقى ذلك آراء بالتأكيد، ومن الممكن أن يعتبرها الناس أطول ساعة".

وبرأيها، من يقضي هذه الساعة فقط في انتظار آذان المغرب، يشعر أنها طويلة، "لأن من المعروف أن الانتظار صعب".

ولدى حرز الله ما توجهه من نصائح، قائلة: "السيدة التي تعرف أنها بطيئة بالتجهيز يجب أن تبدأ بشكل مبكر وتحضر كل شيء من ساعات الظهيرة؛ لأن تنظيم الوقت يسرع الإنجاز، خصوصا أن أهل البيت مسؤولين منها".

كما أن لتوزيع المهام البيتية على ساعات اليوم يؤدي إلى نتائج أفضل بالنسبة للسيدات، ويترك لهن متسعا من الوقت لتزور وتستقبل الآخرين، وتتسوق وتنظف بيتها وتقرأ القرآن، والقيام بأي شيء تريد عمله.

2 مساعدة

أحمد الكحلوت غزي ثلاثيني، يخصص الوقت منذ السادسة مساء (قبل نحو ساعة ونصف من آذان المغرب) لتفقد ما يحتاجه المنزل، ويتوجه إلى السوق لتلبيتها.

عدا ذلك، يقول الكحلوت لصحيفة "فلسطين"، إنه يقضي وقته بأمور منها تصفح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الممتلئ بالمشتركين فيه حول العالم، والاطلاع على آخر الأخبار في هذا البلد الذي يعج بالأحداث المتلاحقة، ومتابعة البرامج الخاصة برمضان.

وهذا الشاب ممن يشعرون بأن الساعة الأخيرة ما قبل الإفطار "طويلة جدا"، مرجعا ذلك إلى "طول ساعات الصيام"، وأن الصائم يكون قد أصابه العطش، وبلغت رائحة الطعام أنفه بينما يتم إعداده في المطابخ.

لكنه لا يغفل عملا من أهم الأعمال على الإطلاق، وهو قراءة القرآن، قائلا: "آخر خمس دقائق أوقف تشغيل كل شيء (الجوال، البرامج، وغيرها) وأجلس مع أطفالي لنسمع ونقرأ القرآن الكريم".

لدى الكحلوت ولد وبنت (12 و10 أعوام)، يعلمهم أن يتدبروا الكتاب الحكيم لاسيما قبيل المغرب، وهم يصومون أيام الشهر كله.

هل يتضمن ما يفعله الكحلوت التدخل في شؤون المطبخ بالساعة الأخيرة من الصيام؟ ينفي أن يكون يتدخل بطريقة مزعجة، مبينا أنه يساعد بناء على طلب زوجته، ويغادر المطبخ لو لم يكن لوجوده داع.

3 استثمار

تتفق السيدة الغزية أم أكرم، مع قول أخرى إن الانتظار دون القيام بشيء مفيد يُشعر الصائم بأن الساعة الأخيرة قبل الإفطار طويلة.

ولهذا تقول لصحيفة "فلسطين"، إنها تحرص على أن تتنوع الأعمال التي تقوم بها في هذه الفترة.

وبينما تسير في طريقها لشراء بعض احتياجات المنزل من سوق الزاوية العتيق في غزة، توضح أن المطبخ وإعداد الطعام لا يجب أن يكون الشيء الوحيد الذي يشغل به الصائم وقته.

لرمضان الكثير من العبر والحكم والقيم، منها استثمار أوقاته التي يمن الله بها على الناس، وذلك بمساعدة الآخرين، والقراءة، والتدبر، والتأمل، والتذكر، والاستغفار، وبر الوالدين.

تجاعيد هذه السيدة السبعينية تحكي خبرتها في الحياة: "استثمروا وقت رمضان، وكل ساعة فيه، بل كل دقيقة، بما ينفع في الدنيا والآخرة".

اخبار ذات صلة