دعا الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي "شلومي إلدار" رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن فشل حصار غزة.
وقال "إلدار" في مقال نشر على موقع "المونيتور العبري"، أمس، إن (إسرائيل) تواجه تحديات أكبر من حركة حماس وقطاع غزة.
وأوضح أن من هذه التحديات، تحدي تعزيز إيران لقواتها في سوريا، والتغيير القادم في السلطة الفلسطينية، وحان الوقت لكي يعترف نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان بأن "حصار قطاع غزة هو المشكلة، وليس الحل".
وأضاف: "بعد ساعات قليلة من وقف -النار بين (إسرائيل) وحماس والجهاد الإسلامي دخلت حيز التنفيذ في 30 مايو، والهدوء عاد إلى جنوب تل أبيب ناقش وزراء الكابينت الأمر، ولكن يبدو أنهم يركزون على الجوانب الخاطئة للصراع، فكان مركز نقاشهم متعلقا الأمن والجيش، في حين يجب الاهتمام بقطاع غزة من الناحية السياسية".
وأشار الكاتب الإسرائيلي، إلى أن كل المسئولين في (إسرائيل) "تجاهلوا حقيقة واحدة بسيطة وهي أن غزة تهديد أمني لسكان الجنوب بسبب آثار الإغلاق الذي استمر لأكثر من 10 سنوات على مليونين من سكان قطاع غزة".
وتابع: "طالما استمر الإغلاق، لن تهدأ غزة، وستصبح جولات القتال بين الجيش وحماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية هناك أكثر وأكثر تكرارا".
وتطرق "إلدار" لتوصيات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال للمستوى السياسي، حيث قال: "يجب علينا أن نبذل جهودا جادة لمنع انهيار الإنساني في قطاع غزة"، محذرًا من أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن المواجهة العسكرية مع غزة ستكون حتمية.
ولفت إلى أن نتنياهو وليبرمان تجاهلوا تحذيرات آيزنكوت، والأمر نفسه ينطبق على المقترحات المتكررة التي قدمها وزير المواصلات "يسرائيل كاتز" لإنشاء ميناء بحري اصطناعي قبالة سواحل غزة، مما يلبي احتياجات سكان غزة.
وشدد "إلدار" على أن "(إسرائيل) تفضل أن تغمض أعينها وتعتقد أن المواجهات مع حماس هي أسلحة إيرانية يمكن تشغيلها وإيقافها في أي وقت. وقد تم تقديم تفسير بسيط من هذا النوع للمظاهرات في الأسابيع الأخيرة".
وتابع: "تزعم (إسرائيل) أن المتظاهرين ساروا نحو السياج بناء على أوامر حماس، لكي يكونوا دروعًا بشرية لها ومساعدتها في الخروج من أزمة سياسية".
وبين "إلدار" أن سلطات الاحتلال اليوم في واقع أمني أكثر تعقيدًا بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات، حيث نفذت ثلاث عمليات عدوانية ضد قطاع غزة، قتل فيها آلاف الفلسطينيين "لم تحسن الوضع".
وذهب إلى القول: "بعد تبادل إطلاق النار هذا الأسبوع، وافق مجلس الوزراء الأمني-السياسي على وقف إطلاق النار مع حماس، لأنهم أيضا يعرفون أن الدعوات لغزو قطاع غزة من أجل إسقاط نظام حماس غير واقعية، الحقيقة هي أن إسرائيل تفضل نظام حماس في غزة بصفتها سيادية على بقية البدائل".
وتابع: "على المدى القريب، تواجه (إسرائيل) تحديات أمنية أكثر تعقيدًا بكثير من قضية حماس وغزة، وبالتالي فإنه من المفيد للقيادة السياسية اتخاذ قرارات شجاعة تجلب الهدوء إلى الجبهة الجنوبية.
وأكد أن على نتنياهو وليبرمان "يجب أن يدركوا الآن أن سياسة الإغلاق في غزة قد فشلت فشلًا ذريعًا. ويجب أن يعترفوا بأن العمليات العسكرية -حتى إذا كانت توفر هدوء مؤقت للمجتمعات الجنوبية- لم تؤدِّ إلا إلى تفاقم المشكلة مع مرور الوقت ووضع إسرائيل في دوامة أمنية لا طائل من ورائها".