فلسطين أون لاين

​رمضان "إيران" معطّر بـ حُبّ غزة

...
طهران / غزة - نسمة حمتو

في طهران العاصمة الإيرانية تختلف الأجواء الرمضانية كلياً عن قطاع غزة، خاصة في الشوارع، ولا تلتقي سوى في أشياء بسيطة جداً كتوزيع المياه الباردة في الشوارع والشوربة والمهلبية على المارة قبل أذان المغرب، وغير ذلك لا يحتفل المسلمون هناك بشهر رمضان كما هو موجود في الدول العربية والإسلامية.

الصلاة والروحانيات

عبد العزيز النخالة أحد المقيمين في إيران قال عن الأجواء الرمضانية هناك: "في طهران يوجد الكثير من الحدائق ودائماً يتجمع فيها الإيرانيون وقت الإفطار كعائلات بأعداد كبيرة جداً".

وأضاف: "الإفطار عندهم قسمان، الأول وقت الأذان والقسم الأول يكون عبارة عن جبن وتمر وعين جمل وبطيخ حتى ترتاح المعدة قليلاً بهذه الأنواع من الأطعمة، وبعد ساعة أو حتى ساعة ونصف يوضع الإفطار ويطلق عليه الإيرانيون اسم عشاء، وهو القسم الثاني من الإفطار".

أما فيما يتعلق بالروحانيات والصلاة في شهر رمضان تابع قوله: "في شهر رمضان لا تقام صلاة التراويح إلا في البيوت، ولكن في العشر الأواخر من شهر رمضان تقام صلاة القيام بالملايين في شوارع مدينة طهران، وتكثر النذورات في نهاية الشهر وهي إفطارات الصدقة".

أطعمة مختلفة

وأكمل حديثه: "هذه الإفطارات تكون على امتداد الشوارع وبشكل كبير وهي عبارة عن عائلات تقوم بتوزيع وجبات طعام في الشارع كصدقة عن روح أحد الموتى أو نذر وما شابه ذلك".

وقال: "على صعيدنا كمغتربين نقوم بعمل جمعتين في رمضان على الإفطار، وأحياناً صلاة التراويح على حسب العدد لأن الكثير من المغتربين يكونون مضغوطين في تقديم الامتحانات في شهر رمضان".

وعن أكلات رمضان أضاف: "هناك الكثير من الأطعمة التي نصنعها هنا لأنه يوجد فلسطينيون من سوريا ولبنان، فنصنع المقلوبة والكبسة والفتة الغزاوية وشيخ المحشي وشاكرية وكبة وبامية وملوخية، هذه الأكلات نعدّها في كل رمضان".

صنع الحلويات

ومضى بالقول: "كما أننا نصنع الحلويات كذلك في شهر رمضان مثل الكنافة النابلسية والعربية، وهذه الطرق نحصل عليها من الانترنت إضافة إلى مساعدة الأمهات من خلال الاتصال بهن في بعض الأشياء".

وقال: "في بعض الأحيان ممثلو الأحزاب الفلسطينية يقيمون إفطارات جماعية ويدعوننا إليها وتكون هذه الإفطارات جميلة جداً خاصة وأننا نجتمع على مائدة واحدة".

وأشار النخالة إلى أن بعض الأكلات غير موجودة في طهران مثل الفلافل والشاورما، قائلاً: "ولكننا بالطبع نختم رمضان بجمعة أول يوم العيد مع إفطار حمص وفول على الطريقة الغزاوية لأن هناك العديد من الطرق السورية واللبنانية، الجميل في الأمر أن الكل هنا يحب كل شيء من رائحة غزة".

وتابع قوله: "في المنطقة التي أعيش فيها لا يوجد سوى أنا وشاب آخر من غزة وباقي الشباب من فلسطينيي الشام وسوريا ولبنان، الجمعة هنا نوعاً ما تكون مميزة أكثر، الكل يحبك لأنك غزاوي ويحبون كل شيء من رائحة غزة وهذا ما يجعل المكان له رونق خاص، لأن من حولنا يطلبون منا أن نتحدث عن غزة وأهلها وصمودها وصبرها وعن الثقافة الغزاوية".

وقال: "على الرغم من اختلافنا مع البعض سياسياً إلا أننا متفقون على كل شيء هنا، نستعيد ذكريات غزة وشوارعها وكل مناطقها أشياء كثيرة نحبها، حتى أنهم غالباً ما يحسدوننا لأننا من غزة، وعند أي حديث يقولون يكفي أنك من غزة يا أخي".