اقتحم مئات المستوطنين اليهود، الليلة الماضية (مساء السبت 7-1-2016)، بلدة "كفل حارس" شمالي مدينة سلفيت (شمال القدس المحتلة)، وأدُّوا طقوسًا دينية في أحد المقامات التاريخية فيها، تحت حماية أمنية وفّرتها لهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة أنباء "قدس برس"، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، البلدة وشرعت بإغلاق الطرق وإعاقة حركة المرور، قبل وصول حافلات ومركبات تقل مئات المستوطنين.
وأضافت أن المستوطنين أدُّوا طقوسًا تلمودية في ثلاثة مقامات دينية ببلدة "كفل حارس"، والتي حوّلها الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، قبل انسحابهم منها، فجر الأحد.
من جهتها، ذكرت القناة "السابعة" العبرية، أن قوات الاحتلال أمّنت الحماية لألف مستوطن، اقتحموا بلدة كفل حارس، لأداء طقوس دينية.
وأشارت إلى أن قادة من جيش الاحتلال والمستوطنين، بالإضافة إلى عضو في البرلمان الإسرائيلي الـ "كنيست"، شاركوا في الصلوات، والتي انتهت كما هو مخطط لها دون وقوع أي أحداث، بحسب القناة.
يذكر أن المستوطنين يعمدون عادة إلى اقتحام مساجد ومقامات دينية إسلامية لتأدية طقوس تلمودية فيها، واستفزاز مشاعر المواطنين الفلسطينيين وإثارة الشغب، في محاولة لتبرير فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على تلك المواقع.
ويقوم المستوطنون بشكل متكرر باقتحام بلدة "كفل حارس"؛ بذريعة وجود قبور يهودية، في حين أنها مقامات إسلامية صوفية تاريخية، ويؤدون خلال الاقتحام طقوسًا دينية في المقامات التي يعتبرونها يهودية، تحت حماية جيش الاحتلال.
وتُعرف بلدة "كفل حارس" بكثرة الآثار الدينية فيها، وتضم قبور عدد من الأنبياء مثل "ذوالكفل"، "يوشع بن نون" التي تقع وسط البلدة، بالإضافة لمقامات تاريخية؛ قبر ذي "اليسع"، "بنات يعقوب" والمعروف بـ "بنات الزاوية"، بالإضافة إلى خربة تعرف باسم "دير بجال".
ويُرجع مختصون أسباب استهداف المقامات الدينية التاريخية، إلى "أغراض استيطانية بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني، بإدعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان، تمهيدًا لطرد المواطنين الفلسطينيين".