فلسطين أون لاين

​"سنحيا" بحثٌ عن الثواب في عيون المحتاجين

...
غزة - فاطمة أبو حية

(فقرٌ أكثر وتبرعاتٌ أقل) معادلةٌ فرضت نفسها أخيرًا على الأعمال الخيرية في قطاع غزة، وظهرت بوضوح أكبر في شهر رمضان الحالي، وهي _لا شك_ ناتجة عن تفاقم الأوضاع الاقتصادية سوءًا في قطاع غزة، ما نتج عنه ازدياد رقعة الفقر.

هذه المعادلة جعلت عمل الساعين في حاجة الناس صعبًا جدًّا، ومع ذلك هم مستمرون، يجمعون التبرعات من هنا وهناك، ليقدموها لمستحقيها، فيخففوا عنهم شظف العيش، ويروا السعادة في عيونهم وعيون أطفالهم، فيستمدوا شيئًا من سعادتهم، ويجعلوه حافزًا يدفعهم بقوة أكبر نحو المضي قدمًا في عملهم الخيري، هذا الحال ينطبق على متطوعي فريق "سنحيا".

لتوجيه الأنظار نحوهم

مسؤولة فريق "سنحيا" مرام أبو شقرة تعرّفه بأنه: "فريق شبابي متطوع مستقل، أسس العام الحالي، يسعى إلى ترك بصمة إعلامية متميزة، يرمي من ورائها إلى توظيف الطاقات الإبداعية من الشباب الفلسطينيين"، قائلة: "نطمح إلى أن نكون متميزين محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا في مجال العمل الإعلامي والإنساني الخيري".

يضمّ الفريق عشرة متطوعين، شباب وشابات، وينفّذ أنشطة مختلفة في المجالين الإعلامي والخيري الإنساني، وفي شهر رمضان الحالي ينفّذ حملة "ثواب".

وعن حملة "ثواب" تقول أبو شقرة لـ"فلسطين": "تدور فكرة الحملة حول توجيه الأنظار إلى الأسر الفقيرة والمتعففة والمهمشة، وتقديم المساعدات اللازمة لها".

تضيف: "في هذه الحملة نوزّع طرودًا غذائية على الأسر الأكثر فقرًا، في كل محافظات القطاع، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الشعب الفلسطيني حاليًّا، وقطع رواتب فئات كبيرة من الموظفين، فالناس بحاجة ماسة لأبسط مقومات الحياة، التي من أهمها الطعام".

وتتابع: "ومما ننفذه أيضًا في إطار حملة "ثواب" توزيع مبالغ نقدية حسب الإمكانات المتوافرة لدينا، وتنظيم إفطارات جماعية، وتوزيع ملابس العيد".

وبحسب إفادة أبو شقرة إن مائتي أسرة تستفيد من الحملة بشكل مباشر، تُختار وفق معايير محددة، وهي أن يكون معيل الأسرة كبيرًا في السن ولا يعمل، أو مُصابًا بمرض مزمن لا يستطيع العمل بسببه، وأن يكون وضع البيت الذي تسكنه الأسرة سيئًا، ولا يتوافر لها دخل شهري، وأن يكون عدد أفرادها كبيرًا.

وتلفت إلى أن الفريق يملك قاعدة بيانات تضم أسرًا مهمّشة وفقيرة، إضافة إلى أن بعض الأسر تتواصل مع الفريق عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، أو عبر الهاتف، لطلب المساعدة، وفي هذه الحالة يتحقق من ظروف الأسرة، لإدراجها في الكشوفات، إن كانت المعايير تنطبق عليها.

ظروف القطاع المأساوية أثّرت في عمل الفريق، وعن ذلك تقول: "جعلت عملنا صعبًا جدًّا، إذ نجد صعوبة كبيرة في الحصول على تمويل، إضافة إلى ازدياد عدد العائلات الفقيرة، وعدم قدرتنا على تلبية النداءات كافة، لأننا فريق شبابي متطوع وإمكاناتنا لا تسمح بتقديم الخدمة للجميع".

وعن آلية عمل الفريق تتحدث أبو شقرة: "نتواصل مع فاعلي الخير لتوفير المساعدات اللازمة للعائلات المهمشة، ثم نتفق مع أصحاب بعض المتاجر لتجهيز الطرود الغذائية".

وتضيف: "نوزّع عملنا الميداني على يومين أو ثلاثة أيام في كل أسبوع، وفي تلك الأيام يمتد وقت العمل إلى خمس ساعات أو سبع، لننهي عملنا في أكثر من محافظة في اليوم الواحد".

تصف أجواء العمل: "نعمل معًا بروح الجماعة، فيمر اليوم دون أن نشعر به".

"العمل شاقٌ جدًّا في شهر رمضان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ولكن سعادة المستفيدين تنسينا تعبنا كله، نكون في قمة سعادتنا عندما نرى الفرح في عيون الأطفال وأهاليهم عند دخولنا منازلهم، حاملين المساعدات" هذا ما تؤكده أبو شقرة.