فلسطين أون لاين

​كيف يقضي الغزيون أوقاتهم في رمضان؟

...
غزة - صفاء عاشور

لا يزال أهل قطاع غزة مصرّين على الحياة مهما كان شكلها، حيث يصرّ المواطنون على معايشة أجواء شهر رمضان بكافة تفاصيله، رغم قسوة الظروف التي يمرّ بها سكان القطاع، وذلك في تأكيد واضح على أن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

وسام عودة مهندس مدني يعايش أجواء رمضان مثل أكثر من 300 ألف مواطن آخر فهو من الخريجين الذين لم ينالوا فرصة للحصول على عمل ثابت يضمن له دخل خاص يعيل بها أسرته وأطفاله.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "حياتي في شهر رمضان تقتصر على تأدية العبادات وقضاء الوقت مع أفراد العائلة، خاصة أطفالي الصغار الذين أجد في تواجدي معهم فرصة كبيرة لنسيان بعض الهموم التي تكدر حياتي".

وأضاف عودة: "أقضي يومي في تصفح الإنترنت وتأدية الصلاة، ومن ثم مقابلة بعض الأصدقاء، أو التجول في الأسواق حتى قبيل أذان المغرب، وبعد الإفطار أجهز نفسي لصلاة التراويح، ومن ثم القيام بزيارات للأقارب أو استقبال الضيوف".

وأكد أن الأوضاع في قطاع غزة السيئة للغاية جعلت الناس تفتقد كثيرًا من الروحانيات الخاصّة بشهر رمضان، مستدركًا: "ولكن لا يزال الناس يصرون على الإحساس بالفرحة من خلال بعض الممارسات والعادات".

عمل وضغوط

أما كاري ثابت الصحفية العاملة في مركز غزة للإعلام متزوجة ولديها من الأطفال ثلاثة، فهي ترى أن رمضان صعب على كل الموظفات العاملات واللواتي يضطررن للخروج من المنزل لدواعي العمل.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": إن "صحيح أن لرمضان روحانيات وطابعا خاصًّا ولكن المرأة العاملة تفتقد هذا الأمر، فأنا أضطر للخروج من المنزل كل يوم من الصباح من الساعة التاسعة وحتى الثالثة، وهذا يستنزف أكثر من نصف اليوم الخاص بي، فبمجرد عودتي للمنزل أحاول إنجاز ما يمكن انجازه من مهام متراكمة علي".

وأضافت ثابت: "بمجرد عودتي للمنزل أبدأ في إعداد سفرة اليوم الخاصة بشهر رمضان، إضافة إلى تلبية متطلبات أطفالي الثلاثة الذين تغيبت عنهم نصف النهار، حيث يبدؤون بطلب طلبات لا تنتهي إلا بنومهم".

وبينت أنه بعد تناول وجبة الإفطار بحضور العائلة، يبدأ جدول الزيارات العائلية وصلة الرحم، فأجواء رمضان لا تكتمل إلا بهذه الزيارات التي تعزز التواصل بين أفراد الأسرة وتعرف أطفالها على أهمية التواصل العائلي.

وأشارت إلى أنه بعد انتهاء الزيارات العائلية تنام الأسرة لتستعد للاستيقاظ على السحور لتعيد نفس جدول اليوم الفائت، معتبرة أن أصعب شيء تقوم به في شهر رمضان هو الاستيقاظ باكرًا في الصباح للذهاب إلى العمل.

ولفتت إلى أنها تجد لذة ومتعة في إعداد الأصناف الجديدة كل يوم في شهر رمضان رغم أنها أحيانًا تحتاج إلى وقت طويل، إلا أنها تكون سعيدة بإعدادها خاصّة بعد أن تنال إعجاب جميع أفراد الأسرة.

امتحانات وصيام

في السياق ذاته، يعيش الطالب في الثانوية العامة عبد الرحمن سعيد أجواء مختلفة في شهر رمضان، حيث يعمل على تقديم امتحانات الثانوية العامة فيها، معتبرًا أن محاولة التوفيق بين الصيام والدراسة أمر صعب.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "دراسة المواد الخاصة بالفرع العلمي والطالب صائم أمر صعب، فأنا لا أستطيع التوفيق بين الدارسة في النهار وخاصة في الساعات التي تسبق الأذان وبين الصيام، لذلك أعتمد بشكل شبه كلي على الدراسة في ساعات المساء بعد الإفطار".

وأضاف: "ساعات الليل قليلة خاصة مع صلاة التراويح التي تنتهي في الساعة العاشرة والنصف لتبدأ بعدها الدراسة حتى موعد السحور ومن ثم صلاة الفجر، وبعدها راحة لساعتين أو ثلاث يمكن أن أنام فيها".

ولفت سعيد إلى أنه بعد استيقاظه في الصباح يبدأ في الدراسة مجددًا علّه ينتهي من المنهج الكبير خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية كالفيزياء والكيماء والأحياء إضافة إلى مادة الرياضيات.

وأوضح أنه قلّل كثيرًا من العبادات التي كان يقوم بها في شهر رمضان بسبب الدراسة وأن عباداته اقتصرت على صلاة التراويح، داعيًا الله أن ينتهي من تقديم الامتحانات على خير.