بينما كان الفلسطينيون يطالبون بحق العودة على مقربة من السياج الفاصل شرق قطاع غزة، أمس، نظم حراك شبابي في حيفا داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948 فعاليات مساندة لهم، وداعية إلى فك الحصار المفروض على القطاع.
وقال المشارك في الحراك بحيفا، رشاد العمري، إن حيفا تتضامن وترد التحية لغزة، وقد خرج المئات بعد الساعة الخامسة مساء في مسيرة عند مفرق الشهيد باسل الأعرج، جادة الكرمل.
وأضاف العمري في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، وسط هتافات حاشدة، إن المشاركين يهتفون لغزة وللعودة وفك الحصار والشهداء، وتحديدا للممرضة الشهيدة رزان النجار التي ارتقت برصاص الاحتلال شرق خانيونس.
وأفاد بأن قوة كبيرة من شرطة وجنود الاحتلال أحاطوا المنطقة لكن الشبان استطاعوا اختراق الحصار والسير في المسيرة.
وأكد العمري أن ما قامت به شرطة الاحتلال يرمي لاستفزاز المشاركين في المسيرة، الذين يتضامنون مع الشهداء ويطالبون بفك حصار غزة.
وكانت صفحة "حراك حيفا" في موقع التواصل "فيسبوك"، أعلنت أنه سيتم رد "التحية" على غزة، عبر منشور عنونته بـ"من حيفا إلى غزّة.. وحدة دم ومصير مشترك"، داعية إلى تظاهرة "تلاحم وغضب"، وهي التي تم تنظيمها بالفعل.
وتابعت الصفحة: "نؤكد حق العودة وكسر الحصار وعروبة القدس"، مستخدمة وسم "اغضب مع غزة".
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، على الجمعة العاشرة من مسيرة العودة أمس اسم "من غزة إلى حيفا.. وحدة دم ومصير مشترك"، "انطلاقا من وحدة الدم والهدف والمسار والمصير".
وفي غزة، قال المشارك في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية، سامي الصفدي (29 عاما)، إن إطلاق هذا الاسم على فعاليات المسيرة يعكس أن كل فلسطين جرحها واحد وقضيتها واحدة وتتشارك في الاسم والمعنى والدم.
واعتبر في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن التفاعل في حيفا هو انتماء وحب للوطن والقضية، مطالبا في الوقت نفسه جميع الفلسطينيين في فلسطين المحتلة سنة 1948 إلى المشاركة.
وأضاف أن الفلسطينيين جميعا "شركاء في التحرير"، بما في ذلك اللاجئون في الشتات.
ونوه إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قوانين عنصرية بحق الفلسطينيين في فلسطين المحتلة سنة 1948، بينما تواجه الغزيين بالرصاص والحصار الخانق.
أما الشاب جهاد الهجين، فقال إن الاحتلال الإسرائيلي عمل على الفصل بين قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، لكن التفاعل بين حيفا والقطاع أكد أن محاولات الاحتلال لاغية.
ووصف المسيرة في حيفا، والفعاليات السلمية في غزة، بأنها "حشد رائع"، مبينا أن وقوف الفلسطينيين في حيفا إلى جانب الفلسطينيين في غزة دليل على أن فلسطين واحدة لا تتجزأ مهما حاول الاحتلال وضع "حدود" وسدود.
وانطلقت مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 مارس/آذار الماضي حيث نصبت خيام العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة سنة 1948. وواجه الاحتلال المسيرة السلمية بالرصاص المعدني والمتفجر وقنابل الغاز ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون.