قائمة الموقع

"الطرف الصناعي" .. أداة الجريح في مواكبة الحياة

2018-05-31T12:32:40+03:00

الطنة: خبرة الأطباء في غزة أنقذت الكثير من حالات البتر

دويمة: 38 حالة بحاجة لأطراف و300 لأجهزة تعويضية

على أحد أسِرة مركز الأطراف الصناعية في مدينة غزة، يجلس الجريح علي الحاج (27 عاما)، مبتور القدم، ليواصل إجراء جلسات تأهيل وعلاج طبيعي لساقه المبتورة، تمهيدا لتركيب طرف صناعي لها، لتمكنه من ممارسة حياته كما كانت سابقا، والعودة لممارسة هوايته في لعب كرة القدم.

وأصيب الحاج، خلال المسيرات الشعبية التي انطلقت رفضا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في ديسمبر/ كانون أول الماضي. ويقول لصحيفة "فلسطين": "حينما كنت مشاركا في المسيرات الشعبية وأثناء قيامي بإشعال إطارات السيارات، أطلق جندي اسرائيلي رصاصة متفجرة على مفصل القدم".

فقد الحاج الوعي حينها ونقل لمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، وبعدها جرى تحويله لمستشفى الشفاء، وهناك جرى تزويده بنحو 30 وحدة دم، وحاول الأطباء إنقاذ قدمه على مدار عشرين يوما بعد إجراء عمليتين له بتثبيت العظام بالبلاتين، لكن حالته الصحية ساءت وأصبح من الضروري بتر القدم.

ويحضّر الجريح الحاج كل يومين أسبوعيا منذ ثلاثة أشهر إلى مركز الأطراف الصناعية، ويقوم بمتابعة العلاج الطبيعي، وهو ينتظر انتهاء آخر جلساته حتى يقوم بتركيب الطرف الصناعي، ويضيف بنبرة صوت بدا عليها الإرادة والتحدي: "أريد تركيب طرف حتى أمارس حياتي مثل السابق".

أما إبراهيم عبد العال (30 عاما)والذي أصيب خلال أول يوم في مسيرة العودة بتاريخ 30 مارس/ أذار الماضي، وتعرض لإصابة في قدميه أدت لبترها، ينتظر هو الآخر انتهاء آثار الإصابة حتى يستطيع تركيب طرف صناعي، والتخلص من الكرسي المتحرك.

ويقول شقيقه محمود لصحيفة "فلسطين": "عندما أصيب أخي أجريت له عدة عمليات، لكن في النهاية تقرر بتر قدمه، والآن ننتظر شفاء الجرح حتى يبدأ رحلة من العلاج في مركز الأطراف الصناعية لتركيب طرف صناعي له حتى يساعده على الحركة ومواصلة الحياة والاندماج بالمجتمع بشكل أفضل".

من جهته، يؤكد استشاري جراحة الأوعية الدموية بمستشفى الشفاء د. تيسير الطنة، أن غالبية الجرحى في مسيرة العودة هم مصابون في الأطراف السفلية، ولديهم تهتّك في العضلات والشرايين والأوردة والعظام.

ويشير الطنة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنه حسب الإحصائية العالمية فإن إصابة الشرايين أسفل الركبة تؤدي إلى البتر خلال 24 ساعة بنسبة 20%، وتؤدي إلى البتر بنسبة 30-35% خلال الشهر الأول من الإصابة.

وذكر أن ما وصل مجمع الشفاء من حالات مصابة بالأطراف السفلية تبلغ 300 حالة، بترت منها 17 حالة خمس منها جاءت مبتورة من مكان الاستهداف، وحالتان بترت في الضفة الغربية، أي بمعنى أقل من 10% وأفضل من التقديرات العالمية لجرحى الحروب.

وأشار الطنة إلى أن نحو 40% من الأطراف السفلية المصابة كانت بحاجة لبتر، لكن خبرة الأطباء أنقذت الجرحى من خلال تركيب وصلات شرايين، ووصلات صناعية لضخ الدم بالقدم ، وإجراء عمليات التنظيفات، لافتا إلى أن أطباء مجمع الشفاء يقومون يوميا بإجراء 20 عملية تنظيفات للمحافظة على أطراف الجرحى.

تأهيل ودعم

بدوره، أوضح مدير مركز الأطراف الصناعية محمد دويمة، أن عدد حالات البتر لجرحى مسيرات العودة بلغت 42 حالة، منها 38 حالة تحتاج لتركيب أطراف صناعية، وأن الأعداد المتبقية تعرضت لبتر بأصابع اليد، لافتا إلى أن تلك الحالات بدأت تتوافد للمركز.

ويقول دويمة لصحيفة "فلسطين": "إن تركيب الطرف يتم بعد ثلاثة أشهر من بتر الطرف، إلى حين شفاء الجرح بالكامل وأخذ قرار من الطبيب أن الجريح مستعد لعملية تركيب الطرف، ومن ثم يبدأ المركز بإجراء عملية تأهيل له"، مبينا أن الأخطر من ذلك أن هناك عددا كبيرا من الإصابات بحاجة لأجهزة تعويضية.

ويقدر أن هناك 200-300 حالة من الجرحى بحاجة لأطراف تعويضية، وأجهزة تساعد على تحسين المشي وحركة اليد، وأجهز تساعد على تعويص قصر العظم نتيجة الإصابة.

وذكر دويمة أن الجريح المبتور بمجرد إدراج اسمه بالمركز، يأخذ فترة في التأهيل وتقوية العضلات، ومن ثم يذهب لورشة الأطراف في المركز لتصنيع طرف خاص به، ومن ثم يتم تأهيله على استخدام الطرف، مشيرا إلى أن لدى المركز برامج دعم نفسي ودمج مجتمعي كالتدريب على كرة السلة، وتوفير مشاريع صغيرة مدرة للدخل بحيث لا يكون الجريح عالة على أهله.

وأفاد بأن عدد حالات البتر التي يتم خدمتها سنويا لتركيب أطراف لها تصل إلى 180 حالة، وأكثر من 1800 حالة بتركيب أجهزة تعويضية لها، و250 حالة تحتاج لصيانة الأطراف المركبة سابقا.

ونوه مدير المركز إلى صعوبة إدخال المواد الخام نتيجة منع الاحتلال الكثير من الأصناف للدخول لغزة والتنسيق الخاص لدخول بعضها الأمر الذي يؤدي لعرقلة عمل المركز وتأخير خدمات الجرحى.

اخبار ذات صلة