يعيش بعض الأشخاص حياة مغايرة تمامًا لنظام حياتهم الذي كانوا عليه قبل شهر رمضان، فيلجؤون إلى السهر الطويل على المسلسلات، أو الجلوس في الطرقات في سهرات شبابية، أو سهرات عائلية بديوان العائلة.
الغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص يستمرون بالسهر الطويل حتى موعد السحور وصلاة الفجر، ثم يخلدون إلى النوم ويستيقظون الساعة الواحدة ظهرًا، أو الثالثة مساءً، والسؤال هنا: ماذا تبقى من اليوم؟!، وهل رمضان هو للنوم؟!
لا شك أن الهدف من هذا النظام _ولا يمكن أن يخفى على أحد_ هو تضييع الوقت، وإهداره، قصدًا أو عن غير قصد، إن نظام تضييع الوقت بالسهر والنوم حتى منتصف اليوم التالي يضيع الأجر، الذي يمكن تحصيله بقراءة القرآن وإدراك صلاتي الضحى والظهر، والأذكار والدعاء والصدقات.
أيضًا النوم _وخصوصًا في أثناء الليل_ من نعم الله (تعالى) على البشر، وهو عملية حيوية مهمة لحفظ وظائف الجسم بالشكل السليم، وقد قال (تعالى) في كتابه: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا*وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}.
وإلى جانب ما سبق يسبب السهر كما هو معروف مشاكل صحية، منها مشاكل في الجهاز العصبيّ، كفقدان القدرة على التركيز.
حقيقة إن القائمين على البرامج والمسلسلات الرمضانية غير الهادفة، عندما يخططون لتلك البرامج بعد أن ينتهي رمضان ليستعدوا إلى رمضان التالي؛ أرادوا تفريغه من مضمونه، هم علموا أنهم لن يستطيعوا نزع رمضان من قلوب الناس، فأذاعوا البرامج والمسلسلات في أوقات صلاة التراويح، ومسلسلات مسائية حتى يسهر المتابع ويتعلق وينشغل بها، ويمر عليه رمضان مرور الكرام، لم يحصد إلا متابعة تلك البرامج، وسهرًا حتى الفجر، ونومًا حتى العصر والمغرب، فأي برنامج هذا؟!، وأي حصاد جنى هؤلاء؟!.