قائمة الموقع

​في رمضان النعناع والبقدونس والجرجير أولًا

2018-05-29T07:19:41+03:00
مازن السكني

هل حضور النباتات الخضراء كالنعناع والبقدونس والجرجير بقوة في رمضان عادة متوارثة، أما أن لها من الميزات ما يجعلها تحظى بكل هذا "الاهتمام" في الأسواق؟

في كل مكان للبيع والشراء تتربع هذه النباتات "ضاحكة"، كأنما تعلم أن لا أحد سيمر دون شرائها.

وهذه النباتات تتميز بانخفاض أثمانها، ما يجعلها في متناول يد الجميع.

1 ارتباط

يعدد الثلاثيني مازن السكني استخدامات النعناع والجرجير والبقدونس وغيرها من النباتات في رمضان، قائلًا: "إنها تدخل في إعداد السلطة، والشوربات التي يلجأ إليها الصائم بعد ساعات طوال من الامتناع عن تناول الطعام".

هذا الشاب يبين في دردشة مع صحيفة "فلسطين" أن الأمر يتجاوز الاستخدام في إعداد الطعام، فهي كما يقول: "تصنع "جوًّا" عند الإفطار بلونها الأخضر، ولارتباطها على نحو خاص بموائد شهر رمضان".

ولا يمضي يوم واحد دون أن يتناول هذه النباتات الخضراء، التي يعتقد أن فيها من الفوائد الصحية ما يدفع كل إنسان إلى تناولها.

ويلبي طلب أسرته يوميًّا بإحضار أنواع مختلفة منها، ويسعفه في ذلك أن أثمانها منخفضة.

ووفقًا لإفادة مواقع إلكترونية طبية إن النعناع يعالج العديد من مشاكل الجهاز الهضمي، واضطرابات الجهاز التنفسي، ويسكن الآلام، ويكافح السرطان، والاكتئاب، وانخفاض ضغط الدم، أما الجرجير فيساعد على خسارة الوزن، ويقلل من السكريات، ويعالج أمراضًا جلدية، ويقي الكلى من الأضرار السمية، ويحسن وظائف الغدة الدرقية، وينظم مستويات الكوليسترول في ضغط الدم، وغير ذلك.

2 جذب

تكاد النباتات الخضراء في أسواق رمضان تنطق، إنها تجذب المارّة حتى أولئك الذين اشتروها للتو.

تحظى هذه النباتات برائحة نفاذة، كأنما تنادي الناس إليها، على بعد عشرات أو مئات المترات.

أم وائل حاجة ستينية كانت في سوق الزاوية العتيقة بغزة، تنتقي ما لذ لها وطاب من النعناع والبقدونس.

تتذكر هذه السيدة يوم أن كانت طفلة تصطحبها والدتها التي وافتها المنية إلى السوق المجاورة لبيتها، لإحضار حاجيات الشهر الكريم قبل حلوله بأيام.

وهي تتفقد أوراق النعناع، وتتسلل إلى أنفها رائحته، تقول لصحيفة "فلسطين": "إن هذه النباتات باتت ما يشبه "تراثًا"، إذ إنها معتمدة في أطباق الطعام الغزية الأصيلة منذ القدم"، وتشهد مائدة والدتها على ذلك.

نقلت أم وائل هذه العادة إلى أبنائها، الذين يعدون أي مائدة طعام لا تشمل البقدونس والنعناع والجرجير وما شابه ناقصة.

تستخدم المسنة أم وائل هذه النباتات في معظم ما تطهوه لعائلتها، تقول: "إنها تضفي مذاقًا شهيًّا ولونًا جذابًا"، وهي بذلك تخدم سياستها المنزلية القائمة على نيل سفرتها إعجاب الأسرة، وإن كانت الأكلة الأساسية ملوخية، أو عدسًا.

بعد أن أتمت شراء ما تريده ارتسمت ابتسامة على وجهها، تتناغم تمامًا وابتسام النباتات الخضراء، التي يظهر بينها وبين تجاعيد وجه أم وائل "عشرة عمر" طويلة.

3 قصة كل عام

كما أن الفانوس والزينة من رموز رمضان، يعد الخمسيني محمد عبد الله النباتات الخضراء من زينته.

قبل أن يتوجه إلى ممارسة نشاطاته اليومية تعد له زوجته القائمة المعهودة: بقدونسًا، ونعناعًا، وجرجيرًا.

حفظ "عن ظهر قلب" هذه القائمة، حتى بات إحضار هذه النباتات عادة يومية لا ينساها أبدًا، وهو يفعل ذلك عن "حب" إذ يتغزل بالنعناع وغيره، لاسيما أنه شارب شره للشاي بعد الإفطار مباشرة.

ويذكر كيف غابت ذات يوم هذه النباتات عن مائدة بيته، يومها سأله الجميع دفعة واحدة عنها، فهي _كما يقول_ إلى جانب مخللات الباذنجان والليمون وغيرها جزء لا يتجزأ من السفرة الرمضانية.

وربما لا يتخيل أحد أن عبد الله قد يستغني عن العديد من أصناف الطعام، لكنه لا يستغني عن الجرجير والنعناع اللذين يحب.

وهذه النباتات هي الأشهر في يد الباعة، خصوصًا في رمضان، إذ لا تخلو سوق أو محل لبيع الأغذية منها.

"ويتنافس أطفال وفتية في بيعها إلى الصائمين الذين تغريهم ألوانها الخضراء، وربما يتخيلونها وهي "تتربع" على المائدة عند الإفطار" يتابع عبد الله.

هكذا تحظى بإجماع، لا يقل عن ذلك الذي تتمتع به الملوخية طعام اليوم الأول من رمضان عند معظم الأسر الغزية، لتتحول إلى "عادة" ورمز، يرثه الغزيون جيلًا بعد جيل، لاسيما أنها تذكرهم بموائد أمهاتهم وجداتهم.

اخبار ذات صلة