فلسطين أون لاين

​باحات الأقصى تفتقد مصاطب العلم

...
القدس المحتلة - مصطفى صبري

300 حلقة علم في عصر التابعين كانت تنتشر في باحات المسجد الأقصى، أما الآن فلا حلقات ولا حلقة واحدة، فقوات الاحتلال الإسرائيلي ألغت مصاطب العلم جميعها في المسجد الأقصى، ولاحقت كل من يلتزم بها من معلمين وطلاب على حد سواء.

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني قال: "الاحتلال يريد إفراغ المسجد الأقصى من العلم وطلابه، فهو يضيق الخناق على طلاب المدارس الشرعية الموجودة داخل المسجد الأقصى، ويخضعهم للتحقيق والاستجواب، ويعتقلهم ويبعدهم ويمنعهم من مواصلة الدراسة".

وأشار إلى أن مصاطب العلم أصبحت محظورة بقرار ممن يسمى وزير الأمن الداخلي، وتعد تهمة يحاسب عليها قانونهم العنصري، مضيفًا: "لم يعد في الصباح حلقات العلم التي كانت منتشرة بعشرات الحلقات".

رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري قال: "محاربة العلم في المسجد الأقصى ليست بالجديدة، فمنذ احتلال القدس عام 1967م كانت الحرب على المدارس الشرعية قبل أن تكون هناك محاربة لحلقات العلم على مصاطب المسجد الأقصى".

وأضاف: "كنت أنا مديرًا للمدرسة التنكزية المطلة على باب السلسلة والمكونة من خمسين غرفة صفية، وهي في غاية الجمال وتعود إلى العصر المملوكي، وبعد عام من احتلال القدس استولى عليها وحولت إلى مركز لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تطل مباشرة على المسجد الأقصى وقبة الصخرة".

ولفت إلى أن هناك مخططًا لإقامة كنيس يهودي يسمى كنيس الأنوار في المدرسة، يكون من زجاج أزرق يطل على قبة الصخرة مباشرة، ولا تبعد المسافة هوائيًّا سوى بضع عشرات من الأمتار فقط، "وهذا الأمر خطير جدًّا تحويل مدرسة تاريخية إلى مركز لشرطة الاحتلال، وفوقها كنيس يهودي" والقول لصبري.

تابع: "على صعيد محاربة العلم والعلماء تُحارب الشخصيات الدينية من خطباء وأئمة ووعاظ بإبعادهم عن المسجد الأقصى، واعتقالهم في مركز المسكوبية، واستجوابهم في غرفة رقم (4) المخصصة للمقدسيين".

وبين أن العلم في المسجد الأقصى أصبح من المحظورات في عرف الاحتلال وقوانينه العنصرية، فالخطبة تراقب والموعظة تسجل، وحلقات العلم محظورة، وكل من يثبت عليه التدريس على المصاطب تقدم لائحة اتهام ضده، ويصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي، وغرامة مالية باهظة.

أضاف صبري: "العقوبات لا تتوقف على كل من يتصل عمله بالعلم والتعليم، وهذا الأمر أصبح ظاهرًا للعيان، فمبنى باب الرحمة في المنطقة الشرقية أغلقته شرطة الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا أن قضاء الاحتلال الإسرائيلي أعطى الشرعية لإغلاق هذا المبنى التاريخي الجميل الذي كان يستخدم في الماضي للتدريس.

الاحتلال الإسرائيلي وضع المرابطات في مصاطب العلم في دائرة الاستهداف المباشر، وأعد قائمة بأعدادهن، ومن بين اللاتي طالتهن الملاحقة القاسية: المرابطة هنادي الحلواني، وخديجة خويص التي نزع السجانون عنها حجابها في الاعتقال الأخير، والمعلمة زينة عمرو التي حوكمت عدة مرات وانكسر إصبع لها بعد اعتداء ضابط في شرطة الاحتلال عليها.

ولفظ كلمة مرابط أو طالب علم إذا أثبت على المرابطة أو المرابط تكون الإدانة فورية والعقوبة بالسجن جاهزة، قال أحدهم (رفض الكشف عن اسمه) في حديث معه: "جيش المرابطين والمرابطات الذي كان في المسجد الأقصى سعى الاحتلال إلى تذويبه وشطبه، بعد سلسلة من الإجراءات بحقهم لتمرير التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى، وبعد حظر الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، وإغلاق المؤسسات التابعة لها كافة، التي كان لها دور في تغذية الرباط والمرابطين".

ولفت إلى أن الرباط اليوم فردي ويُلاحق، فمن يداوم على الصلاة بانتظام من جيل الشباب يُعتقل ويحقق معه عن سبب دوامه على الصلاة في المسجد الأقصى، خاصة صلوات الفجر والمغرب والعشاء.