قائمة الموقع

​الجريح دياب يقضي رمضان في خيام العودة

2018-05-28T08:08:39+03:00

لم تقف إصابة جهاد دياب، عائقًا أمام وصوله إلى مخيم العودة المقام في منطقة أبو صفية شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة.

وبالقرب من خيام العودة في منطقة أبو صفية، جلس الشاب الجريح دياب، برفقة عدد من أصدقائه يتسامرون ويتبادلون الضحكات وعيونهم شاخصة إلى الأمام لمراقبة تحركات الاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق النار بين الفينة والأخرى على المتواجدين.

ويتكئ دياب (31 عامًا) بين الفينة والأخرى على عكازين طبيين تساعدانه على الوقوف، في محاولة منه للتعرف على مكان إطلاق النار، ومن هو المستهدف لجنود الاحتلال الذي لا يتورع عن استهداف أبناء الشعب الفلسطيني.

وفقد دياب، كعب رجله الأيمن خلال مواجهة اندلعت مع شبان وجيش الاحتلال خلف المقبرة الشرقية شرق جباليا شمال قطاع غزة، في 15كانون أول/ ديسمبر العام الماضي.

وأخذ يصرخ دياب، ملوحًا بيده، على بعض الفتية والشبان الذين اقتربوا من الحدود ليحذرهم من قناصة الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين في الداخل خلف الشريط الحدودي الفاصل بين غزة والأراضي المحتلّة والذين يطلقون النار بشكل متعمد وانتقائي على كل من يقترب من الحدود.

وبعد أن تأكد دياب، أن الاحتلال فشل في تحقيق مراده وقنص أحد المتواجدين قرب السياج الحدودي، عادت الابتسامة ترتسم على وجهه، وعاد إلى جلسته مجددًا, محدثًا زملاءه عن قريته "المسمية" وأجواء رمضان فيها كما حدثته جدته عنها.

ويتجهز الجريح دياب، ولفيف من أصدقائه لإعداد طعام إفطار رمضان من داخل خيام العودة في محاولة منهم لإثبات تمسكهم بأرضهم ورفض محاولات الاحتلال الإسرائيلية إبعادهم عنها أو تغيير معالمها.

وما أن أعلن عن دخول موعد أذان المغرب تجمع أصدقاء دياب، على سفرة الإفطار، وأخذوا يتناولون ما أعدوه من حساء في الهواء الطلق وأمام قناصة الاحتلال مؤكدين على أنهم أصحاب الأرض الأصليين ولا يأبهون بالاحتلال وجرائمه، مؤكدين أن العودة إلى الديار حق مكفول.

ولا يتوانى الجريح دياب، عن الوصول والمشاركة في فعاليات خيام العودة المقامة بالقرب من السياج الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام الـ1948، كي يعود إلى قريته التي احتلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية قبل (70 عامًا).

ولم تمنع جرائم الاحتلال المتمثلة باستهداف المتظاهرين السلميين مئات الغزيين من الحضور والمشاركة في فعاليات مخيم العودة المقام شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة.

ومنذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار في 30 آذار/ مارس الماضي، والفلسطينيون يواصلون الاحتشاد على طول السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة شرقي قطاع غزة.

ورغم قمع قوات الاحتلال لمسيرات العودة السلمية، واستخدامها "القوة المفرطة والمميتة" والأسلحة المحرمة دوليًا والتي أدت لاستشهاد 112 مواطنًا وإصابة ما يزيد ثلاثة آلاف آخرين، لم يتوان الفلسطينيون في الوصول إليها والمشاركة بها.

اخبار ذات صلة