قائمة الموقع

مدينة الطنطور.. مشروع استيطاني لاحتواء فلسطينيي الـ48 وسرقتهم

2018-05-27T20:48:32+03:00

حظي مخطط اللجنة الوزارية الموسعة بحكومة الاحتلال، التي صادقت عليه قبل أيام، والذي بموجبه ستتم إقامة مدينة الطنطور قرب قرية جديدة المكر بالجليل الغربي المحتل، ببناء 14 ألف وحدة سكنية على مساحة آلاف الدونمات على أراضي الطنطور؛ برفض الأهالي وسكان المنطقة والفعاليات الجماهيرية والسياسية والشعبية والحزبية في المجتمع العربي في الأراضي المحتلة عام 1948.

وبحسب المخطط، سيتم بناء مدينة عربية جديدة للعرب من قبل المجلس الإقليمي للتخطيط والبناء الإسرائيلي على أراضي الطنطور التي تم سرقتها عام 1976 في هذه المنطقة، وتبلغ مساحتها نحو 2,069 دونماً.

ويأتي المخطط بموجب قرار حكومي من الاحتلال عام 2008، ومن المتوقع أن يسكن فيها 40 ألف فلسطيني وعربي لاحتوائهم في الأراضي المحتلة.

وأجمعت مختلف الفعاليات والقوى وسكان المنطقة، أن مخطط المدنية جاء كمخطط سياسي يكرس أزمة السكن أكثر ويستهدف الأرض وتضييق الخناق على البلدات العربية ومنعها من التوسع، وليس لحل أزمة السكن الخانقة التي تعاني منها البلدات العربية.

مخطط كارثي

وقال المحامي والناشط وسام عريض إن الحديث يدور عن مخطط خطير وكارثي، فالمصادقة على هذا المخطط ينطوي على مخاطر كبيرة، فإقامة حي كهذا ما هو إلا "غيتو" على غرار حي الشيكونات الذي أقيم قبل سنوات في الجهة الشرقية من قرية المكر لاستيعاب أهالي مدينة عكا المحتلة، الذين تم ملاحقتهم والتضييق عليهم بغية تهجيرهم ودفعهم على النزوح القسري.

واستعرض عريض لـ"عرب 48" النشاطات لمواجهة المخطط والتحضير للاعتراضات والإجراءات القانونية، عبر جمع تواقيع أصحاب الأراضي التي ستدخل ضمن هذا المخطط وتشكل نسبة 40% من أراضي الطنطور، وستكون مهددة ضمن هذا المشروع.

وأضاف: "نحن أصبحنا ندرك أبعاد هذا المخطط الكارثي "الغيتو" بأضراره بكل ما يحمل من مخاطر اجتماعية وإنسانية ستكرس عملية الاكتظاظ والفقر والعنف والحد من إمكانية توسعة مسطحات القرى".

من جانبه، اعتبر الناشط والأسير المحرر، مالك شناوي، المصادقة على المخطط "الأخطر"، داعياً للتصدي له وتفعيل الحراك الشعبي والجماهيري، قائلاً: "من أجل التصدي لمخطط الطنطور الكارثي والذي هو بمثابة نكبة أخرى بحق شعبنا وأهلنا في جديدة المكر، علينا أن نوحد الجهود، وأن نخوض نضالا موحدا ومشتركا".

ودعا إلى تشكيل لجنة شعبية موسعة من كل المركبات الاجتماعية والسياسية والحزبية من الحركات الدينية ولجان أولياء أمور الطلاب ومجلس الطلبة والمجلس النسائي، قائلا: "يجب ألا نستثني أي جهة فاعلة من أجل تحميل المسؤولية التاريخية للتصدي لهذا المخطط، وأقترح أن نباشر العمل في إقامة حديقة ألعاب للأطفال ومتنزه للأهالي على أرض الطنطورة".

إرهاب تخطيطي

بدوره، عدّ مخطط المدن البروفسور يوسف جبارين، المصادقة على المخطط بأنه تخطيط فوقي دون مشاورة السكان والجهات المعنية في المشاركة التخطيطية، ودون مراعاة حقيقية احتياجات السكان العرب في المنطقة.

وقال جبارين إن "المخطط هو بمثابة إرهاب تخطيطي، فُرض بمنطق عسكري في مصادرة الأراضي الخاصة، وهذا تخطيط غير عادل، ولن يحل أزمة السكن، بل سيفاقم الوضع أكثر، والمطلوب توسعة المسطحات للبلدات العربية وليس إقامة "غيتوات"، ونحن نريد سياسة تخطيط متساوية وعادلة والمشاركة الفاعلة بالتخطيط، علما أن 70% من الشبان يريدون الخروج من بلداتهم بسبب أزمة السكن".

وأضاف أنه حسب تخطيط المدن فإن المخطط "مهزلة"، لكن واضح أن الهدف من غيتو الطنطور ومخطط تكثيف السكان في مربع جديدة المكر هو مخطط إستراتيجي لمنع العرب من السكن بالمدن المختلطة ومنع توسعة مسطحات البناء للبلدات العربية وهذه عقلية عسكرية.

اخبار ذات صلة