قائمة الموقع

​"لقمة هنية" مغامرة تتحدى أزمات غزة

2018-05-26T07:09:19+03:00

إنشاء مشاريع بقطاع غزة في وضع اقتصادي منهار تعاني منه شرائح المجتمع كافة يعد مغامرة، قررت المواطنة الغزية نفين أبو مدين (38 عامًا) خوض غمارها، فمن داخل مطبخها البسيط ببيتها الواقع في مخيم البريج وسط القطاع تصنع قوالب (جاتوه) وأصنافًا غذائية مختلفة، بهدف توفير مصدر دخل، وملء وقت فراغها.

أبو مدين التي تسكن مخيم البريج لديها أربع بنات وولدان، تولدت لديها مهارة إعداد الوصفات والوجبات الغذائية منذ صغرها، وطورتها بالاطلاع على الإنترنت وموقع (يو تيوب)، حتى لاقت استحسان المحيطين بها، فقررت في النهاية إنشاء مشروع خاص بها.

منذ شهر واحد افتتحت مشروعها الخاص "لقمة هنية"، بعد إلحاح المحيطين بها من أفراد عائلتها، ولا يقتصر هدف المشروع على توفير مصدر دخل للعائلة فقط، تقول لصحيفة "فلسطين": "أحببت منذ طفولتي إعداد الوجبات الغذائية وشغل المطبخ، وبعد تطوير مهارتي قررت قبل شهر فتح المشروع لملء وقت الفراغ بشيء يفيد عائلتي، وفي الوقت نفسه يجعلني أمارس الهواية التي أحبها".

وبسبب أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، تطلب أبو مدين من زبائنها الذين يتواصلون معها عبر صفحة المطبخ على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) حجز الطلبيات قبل يومين من موعد المناسبة، تضيف: "هكذا أستطيع التغلب على مشكلة الكهرباء، لأن بعض الوجبات تحتاج لتجهيز مسبق كـ(الجاتوه) والمعجنات بواسطة أدوات كهربائية، وبعضها كالحلويات بحاجة لتبريد".

وعديدة هي المرات التي لم تستطع أبو مدين فيها تلبية طلبات الزبائن الذين يتصلون بها في يوم المناسبة نفسه، بسبب بانقطاع التيار الكهربائي، ما كان يدفعهم إلى عدم الانتظار والذهاب لاشتراء الوجبات أو الأصناف المطلوبة من المتاجر.

"هل تلعب الظروف الاقتصادية دورًا في ضعف الإقبال على الطلبات الجاهزة؟"، تجيب عن التساؤل السابق، مبينة أن الكثير من زبائنها دائمًا يثنون على عملها وطعامها والوجبات التي تصنعها، ولكن بعضهم لا يستطيعون تقديم طلبات نتيجة ظروفهم الصعبة، فتلجأ إلى تخفيض الأسعار لجلب الزبائن، والتغلب على هذه المشكلة الأخرى.

ومع انشغالها في إنجاح مشروعها الجديد الذي لم يتجاوز عمره الشهر لا تغفل متطلبات البيت، تقول: "تساعدني بناتي في تجهيز الطلبيات للزبائن، خاصة في الأصناف التي تأخذ وقتًا كالكعك، والجاتوهات".

وتقارن أبو مدين بين الوجبات والأصناف التي تعد في المطاعم وتلك التي تعد في البيت، مفضلة وجبات البيت، لأنها تلقى _حسبما تقول_ عناية فائقة وتعد بطريقة أدق وأكثر جودة من تلك التي تعد في المطاعم، نتيجة عدة أمور.

من تلك الأمور أن العمل في البيت يعطي فرصة ووقت كبيرًا لإعداد الوجبات الغذائية بتأنٍّ ودقة كبيرة، "فمثلًا (تتابع) "الجاتوهات" التي تشتري من بعض المتاجر أحيانًا تكون منتفخة، أما التي تعد بالبيت فلا تكون هكذا، والسلطات التي تعد بالمنزل لها طعم مميز عن التي تعد بالمطاعم، وكذلك ما يتعلق بالأكلات الشرقية كالمقلوبة والمفتول".

"(لقمة هنية) وجدت نفسي فيه، أشعر أنني وجدت كياني حينما أنشأت المشروع، وأني لي دور في المجتمع" تقول أبو مدين، مبينة أن المرأة عندما تعمل في مشروع خاص بها تشعر أنها حققت ذاتها.

وتطمح أن يتطور مشروعها أكثر ويكبر، ويصبح أفضل من وضعه الحالي، ويتكلل بالنجاح حتى تطوره وتوسعه وتفتح متجرًا خاصًّا بها.

اخبار ذات صلة