فلسطين أون لاين

​بعد قرار "الكابينت" بدفن "الجثامين المحتجزة" في مقابر الأرقام

والدة الشهيد أبو سرور: لن ننكسر وسنواصل تحركنا

...
نتنياهو خلال اجتماع لـ"الكابينت" مؤخراً (أ ف ب)
غزة / بيت لحم - يحيى اليعقوبي

على غرار ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم، فبالنسبة لها تمثل قضية احتجاز جثمان ابنها الشهيد عبد الحميد أبو سرور حقا إنسانيا وستواصل المطالبة باستلامهم، حتى وإن دفنهم الاحتلال بمقابر الأرقام كما قرر المجلس الوزاري للاحتلال الإسرائيلي المصغر "الكابينت" قبل عدة أيام.

"نحن لسنا ضعفاء بالدرجة التي يتخيلها الكابينيت" .. تقول أزهار أبو سرور والدة الشهيد عبد الحميد أبو سرور لصحيفة "فلسطين" مضيفة: "الاحتلال أراد استخدام ورقة شهداء انتفاضة القدس كعامل ضغط في موضوع صفقة التبادل القادمة مع حركة حماس ".

حق إنساني

وتؤكد أبو سرور " ضرورة الاستمرار في معركتهم في استرداد جثامين الشهداء"، إلا أنها قالت في الوقت ذاته: "نحن لا نقبل جثثا مقابل جثث في صفقة التبادل القادمة كما يسعى الاحتلال ويخطط، أبناؤنا الشهداء في النهاية سيدفنون في تراب فلسطين، ولكن هناك حق وسنطالب به لاسترداد جثامينهم".

ولا تخفي أبو سرور توقعها المسبق بقرار "الكابينت"، كما لوح في المرات الماضية بأنه سيقوم بدفن الشهداء في مقابر الأرقام، وقالت: "إن القرار يهدف إلى اللعب بأعصاب أهالي الشهداء".

وأردفت: "يتوقع الاحتلال بأن ننكسر أو ننهزم، وأن يؤثر علينا بقراره ولكن هذا يعطينا إرادة أقوى نحو الاستمرار بكل التحركات على جميع الأصعدة".

وأكدت أن "الكابينت" بقراره الأخير بدفن الجثامين بمقابر الأرقام لم يأت بجديد، وأن هذا القرار بسبب التأثير الذي أحدثه الفيديو التمثيلي المبهم الذي بثته كتائب القسام حول قضية الجندي الإسرائيلي الذي أسرته خلال حرب 2014م شاؤول أرون .

وزادت قائلة: "لن يكون هذا القرار بالنسبة لنا شيئا مسلما، وسنستمر بالمطالبة بجثامين الشهداء مهما طالت مدة الاحتجاز سواء بالثلاجات أو بمقابر الأرقام".

وذهبت للإشارة إلى أن العاشر من يناير الحالي هو موعد رد شرطة الاحتلال على محاكم الاحتلال بخصوص قضية استلام الجثامين المحتجزين والتي ترفض سلطات الاحتلال تسليمها مع عدم " ثقتها بالمحاكم الإسرائيلية ".

وضغط الاحتلال على أهالي الشهداء، والقول لأبو سرور، بهذه الطريقة دليل على ضعفه.

جريمة حرب

من جانبه، يقول رئيس دائرة التوثيق بمؤسسة الحق تحسين عليان: "إن احتجاز جثامين الشهداء من حيث المبدأ بالطريقة التي تمارسها (إسرائيل) التي تهدف إلى معاقبة أهالي الشهداء، وفق لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة محرم".

وأضاف عليان لصحيفة "فلسطين": "بأن العقوبة الجماعية لأهالي الشهداء شكل من أشكال التعذيب"، موضحا أنه في أحد التفسيرات الواردة في نصوص نظام روما المنشئ لمحكمة الجنايات الدولية، فسر المعاملة القاسية والمهينة على أنها تشمل المعاملة المهينة للموتى وليس فقط للأحياء وهذه المعاملة يمكن أن تندرج تحت توصيف جريمة الحرب بموجب ميثاق روما".

وحذر من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن دلالات قرار "الكابينت" سياسية أكثر منها قانونية.

وأوضح عليان أن الهدف من وراء التقسيمات والتمييز بين شهداء حماس وغيرهم من شهداء الشعب الفلسطيني هو زرع الفتنة بين الفلسطينيين أنفسهم.

وبحسب الخبير القانوني، فإن ما تمارسه سلطات الاحتلال بحق جثامين الشهداء، لا يتوافق مع ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة، مؤكدا أنه شكل من أشكال العقوبات الجماعية والتعذيب المحظورة بموجب المادة (33) من اتفاقية جنيف الرابعة.

ويحتجز الاحتلال جثامين تسعة فلسطينيين استشهدوا خلال “انتفاضة القدس” التي ما زالت مستمرة منذ بداية تشرين أول/ أكتوبر 2015، وهم الشهداء؛ مجد الخضور، محمد طرايرة، محمد الفقيه، حاتم الشلودي، محمد الرجبي، عبد الحميد أبو سرور، رامي عورتاني، مصباح أبو صبيح، محمد نبيل سلام.

وقرر المجلس الوزاري المصغر للاحتلال "الكابينت" الأحد الماضي، عدم تسليم جثامين شهداء حركة "حماس" المحتجزين لديه منذ استشهادهم.

وهناك ثلاثة شهداء تتحفظ سلطات الاحتلال على الإفراج عنهم بناء على قرار "الكابينت" وهم: أبو سرور، والفقيه، والطرايرة.

وعلى إثر ذلك، تقدمت لجنة أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم الثلاثة بالتماس لدى ما تسمى محكمة العدل العليا الإسرائيلية بهذا الأمر، ومن المفترض في العاشر من يناير/ كانون ثاني الجاري أن تجيب شرطة الاحتلال عن قرار المحكمة، مع عدم تعويل تلك العائلات على المحاكم الإسرائيلية " المنحازة " لجرائم جيشهم.