فلسطين أون لاين

​الستر المُطلق أو إفشاء السر.. خياران يتوقفان على نتائج الخطأ المُرتكب

...
تقرير - مريم الشوبكي

أمرنا الله بالستر، وهو الساتر على عباده ويقبل توبتهم، فالأولى بنا نحن البشر ألّا نصون أسرار غيرنا، ولا نفضح عيوبهم وأسرارهم، فالإنسان ليس معصومًا من الخطأ، ولربما هناك ما دفعه إلى ارتكابه رغما عنه، لذا يجب أن نلتمس للمخطئين أعذارا، ولكن في بعض الحالات قد يكون الحديث عن الخطأ ضرورة لتجنب نتائجه الصعبة..

ربما يتراجعون

رشا طه (20 عاما) قالت: "للأسف الشديد، هناك من يحاول البعض أن ينبش في أمور يسعى أصحابها لإخفائها، ومن يبحث في أسرار الآخرين، بل ويفشيها، رغم أن الستر على العباد من كرم الله سبحانه"، مضيفة: "لكن تُصادفنا في الحياة أمور لم نكن نتوقعها، وتُؤلمنا خطايا بعض الناس لأننا نحبهم ونريد أن نرى فيهم الفضائل، ولكن في الواقع هم بشر يتورطون في المعاصي".

وتابعت طه لـ"فلسطين": "إن أخفى من نحبهم الأخطاء التي ارتكبوها، وجرت الأقدار بحيث نعرف، فإننا نغضب منهم، وبناء عليه قد نصارحهم أو نعاديهم، وفي بعض المواقف قد نستر عليهم، على أمل أن يصححوا خطأهم ويتراجعوا عنه دون أن نحرجهم بالحديث عنه على الملأ".

أما "ياسمين الشرفا" نصحت من وصلته "فضيحة" لأي شخص بأن يجعلها تقف عنده، فإن وقفت عنده أخذ أجر الستر، و"من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة".

فيما قالت "نورهان حماد": إن الستر نوع من الرقي، ممزوج بكثيرٍ من الصبر، وربما هو جهاد للنفس، لذلك فالستر على مسلم أجره يكون بالمثل يوم القيامة.

وأضافت لـ"فلسطين": "ولكن أحيانا يكون الجرح أقوى من أن نقاوم غضبنا، فنفعل أشياء ونندم عليها، ومنها ألّا نستر الناس الذين آذونا، وهنا يظهر معدن الإنسان وحسن تنشئته وفقا لاتباعه مبدأ الستر أو الفضح".

كما يدين يدان

فيما عبّرت "هناء أبو زيد" عن استيائها من أن البعض يمتهن نشر الفضائح، ولا يدري أنه كما يدين يُدان.

وأوضحت: "المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم، النفس التي تخشى الله هي القادرة على كتمان أسرار الناس دون أي ميل لكشفها أو التجسس على الغير".

الستر المطلق

بدورها قالت الأخصائية النفسية إكرام السعايدة: "الإنسان ليس معصومًا من الخطأ، فلكل جواد كبوة ولكل فارس هفوة، لذا فالستر أولى، بأن يسكت الشخص عن السوء الذي يعرفه ولا يفضح صاحبه، وفي حدود ضيقة جدًا قد يكون إفشاء السر مطلوبا، وهذا بناء على نتائج الخطأ، وما إذا كان خطأً فادحًا لا يغتفر".

وأضافت السعايدة لـ"فلسطين": "الستر مطلوب، فالله مطلع على سرائر وظواهر أعمالنا، لذا فليستر الإنسان على غيره، ويقدم النصيحة، وليحرص على ألّا يجعل النصيحة فضيحة بل يقدمها للمُخطئ على انفراد".

وأكدت أن الستر على الإنسان وعدم فضحه يكون بشكل مطلق، وعكس ذلك يكون في حدود ضيقة حينما جدا، كأن يتعلق الأمر بالإفصاح عن الجرائم العامة أو قيامه بأعمال مشينة، أو تهديد سلامة وحياة الآخرين، كجريمة القتل، وهنا تتولى الجهات المختصة متابعة الأمر.

ونوهت الأخصائية النفسية إلى أن التعامل مع المخطئ يكون أولا بمحاولة الستر عليه وتقديم النصيحة له بعيدا عن مسامع الآخرين، وعلى الشخص الشاهد على السلوك الخاطئ أو سامعه أن يحسن الظن للمخطئ، وألا يسيء له، مع التماس الأعذار وإيجاد المبررات لسلوكه.

وعن كيفية تصرف الشخص الذي فُضح سره، أوضحت السعايدة: "عليه معاتبة الشخص الآخر الذي قام بالتحدث عنه، لا سيما إذ كان يتعلق بالحديث عن أمور خاصة تهدد حياته الشخصية".