قائمة الموقع

​في الأماكن العامة إفطارٌ وترفيه

2018-05-21T07:23:17+03:00

هنا أسرةٌ تحلَّق أفرادها حول طعامٍ صنعته الأم في البيت، وإلى جوارها زوجان يجوبان بين ضيوفهما ليتحققا أن كل تفاصيل الوليمة على ما يرام، وبالقربِ شبابٌ اتفقوا على "الشواء" ليطردوا الملل، هكذا يبدو المشهد في نظرةٍ سريعة إلى الأماكن العامة، ففي السنوات الأخيرة صار تناول الإفطار خارج البيوت مشهدًا مألوفًا في قطاع غزة، خاصة مع تزامن الشهر الفضيل وفصل الصيف، وانقطاع التيار الكهربائي داخل البيوت، وتوافر أماكن ترفيه مجانية.

تجربةٌ تستحق التكرار

"رضوى الغوطي" دُعيَت لتناول الإفطار في مكان عام، ولمّا راقتها الفكرة طبّقتها، تقول: "المرة الأولى التي جرّبت تناول الإفطار فيها في مكانٍ عام كانت قبل عدة سنوات، وكان ذلك بدعوة من أحد الأقارب، الذي نظّم وليمة على شاطئ البحر".

وتضيف لـ"فلسطين": "أعجبتني الفكرة، إذ وجدتها تجمع بين الاستمتاع مع الأقارب، والتنزه، لكن برودة الأجواء حالت دون تكرار التجربة، إذ كان شهر رمضان خلال فصل الشتاء في ذلك العام، ثم بعد عامين كان الطقس أكثر دفئًا في رمضان، فتناولت الإفطار مع أسرتي أكثر من مرة على شاطئ البحر".

تتابع: "تناول الإفطار على الشاطئ ليس لتحقيق المتعة فقط، فأنا ألجأ إليه في الولائم التي أدعو لها الأقارب في رمضان، وذلك لأتخلص من مشكلتين، هما: ضيق مساحة بيتي، وانقطاع الكهرباء الذي يُزعج المدعوين، إضافة إلى أنه يوفر لي الراحة، إذ أشتري الطعام جاهزًا، فلا أتعب في إعداده، وكذلك لا أضطر إلى تنظيف البيت بعد مغادرة الضيوف".

لكن رمضان الحالي قد لا يشهد هذا النوع من الولائم، لدى الغوطي؛ فزوجها الذي يعمل موظفًا في السلطة لم يعد يتقاضى راتبه بانتظام، وما يحصل عليه بين الحين والآخر ليس راتبًا كاملًا.

تقول: "بسبب تغيّر الوضع المالي للأسرة لن أتمكن من حجز مكان لضيوفي على الشاطئ، لأن الأمر بحاجة لميزانية خاصة، وسأعدّ الطعام بنفسي".

فرصة لاجتماع العائلة

بسبب طبيعة عمله، وساعات دوامه الطويلة لا يتمكن "محمد شحادة" من اصطحاب عائلته للتنزه كثيرًا، لذا يجد أن تناول الإفطار خارج البيت فرصة لتعويض أبنائه عن ذلك.

يقول: "أسكن على مقربة من البحر، لذا إنني أقصده مرّتين على الأقل أسبوعيًّا في رمضان، وأفعل ذلك منذ عدة سنوات".

ويبين شحادة أنه يشتري الطعام جاهزًا في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تعدّه زوجته، وتتوجه الأسرة إلى البحر قُبيل أذان المغرب بقليل، وبعد الإفطار يتوجه هو وابنه الأكبر إلى صلاة التراويح، وتبقى في المكان زوجته مع باقي الأبناء، وبعد الصلاة يعود ليكمل نزهته، وغالبًا لا يعود إلى بيته قبل منتصف الليل.

نزهة مجانية

لا تكتفي "آمال عليان" بالبحر، بل تنوع بين البحر والحدائق، تقول: "منذ عدّة سنوات، عندما بدأ رمضان يتزامن هو والأجواء الصيفية، صارت الأماكن العامة وجهتي في الشهر الفضيل".

وتضيف: "التيار الكهربائي مقطوع أغلب الوقت، والأجواء حارة داخل المنزل، والأبناء في عطلة صيفية ومن حقّهم أن أوفر لهم الترفيه"، متسائلة: "إذًا، لماذا أبقى في بيتي؟!".

وتصف الإفطار خارج البيت بأنه "نزهة مجانية"، مفسرة ذلك بالقول: "أُعدّ الطعام بنفسي، وبدلًا من تناوله في البيت أحمله إلى مكان عام، وتوجد حديقة عامة قريبة من بيتي، الدخول إليها مجاني، أما إذا اختارت الأسرة التوجه إلى البحر فإننا نقصد الميناء، وهي كذلك مجانية، وبذلك لا تزيد تكلفة الرحلة عن المبلغ الذي أدفعه لسيارة الأجرة".

على وقع الغروب

"الكورنيش" هو الوجهة التي اعتادت أن تقصدها "رحمة الحلو" خلال شهر رمضان في السنوات الخمس الأخيرة، لكن يبدو أنها لن تستمتع برحلتها المعتادة هذا العام.

تقول: "أصنع طعامًا يسهل حمله، مثل الشاورما، وكذلك أختار نوعًا من الحلوى، وأجهّز الشاي والقهوة، وأنطلق إلى البحر قبل أذان المغرب".

وتضيف الحلو: "أحرص على الوصول إلى البحر قبل الأذان بنصف ساعة تقريبًا، لأستمتع بمشهد الغروب، فمشهد تواري الشمس خلف البحر يشعرني بمتعة كبيرة".

تتابع: "كنت أفعل ذلك قبل زواجي، وكررت التجربة في رمضان الأول والثاني بعد الزواج، لكن هذا العام ذهبت إلى البحر برفقة طفلتين، العناية بهما سلبتني متعة الرحلة، ولا أظن أني سأتمكن من تكرار التجربة في الأيام القادمة".

اخبار ذات صلة