كشف رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن قطاع غزة، مازن كحيل، عن قرب انطلاق سفينة لكسر الحصار عن قطاع غزة، حيث من المفترض وصولها للقطاع خلال شهر يوليو/ تموز المقبل.
وأوضح كحيل لصحيفة "فلسطين"، أن السفينة ستنطلق من النرويج منتصف الأسبوع المقبل تحت عنوان "الحق بمستقبل عادل لفلسطين"، ضمن الحراك الذي ينفذه تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 11 عاماً، مشيراً إلى أن التحالف يضم أكثر من 23 دولة حول العالم.
وأضاف أن السفينة التي تحمل اسم "العودة"، تحمل على متنها عشرات الناشطين الأوروبيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، لافتاً إلى أنه سيتم تنظيم فعاليات في معظم الموانئ الأوروبية خلال خط سيرها، مثل السويد وهولندا، ثم ستتوجه إلى إسبانيا والبحر المتوسط وصولاً إلى شاطئ غزة.
تفاعل مستمر
وبيّن كحيل أن الهدف من تسيير السفينة، هو تعريف الشارع الأوروبي بالحصار الظالم على قطاع غزة، والآثار الكارثية المترتبة عليه التي يعيشها السكان، إضافة إلى وضعه على الأجندة السياسية.
واعتبر أن السفينة تحمل "رمزية عالية جداً"، وتوصل رسالة للعالم أجمع، بأن المتضامنين الأوروبيين لا يزالون في حراك مستمر حتى إنهاء الحصار، وأن الشعب الفلسطيني في غزة له حاضنة مناصرة في كل الدول الأوروبية، تطالب صناع القرار بالعمل الفوري على إنهاء معاناته.
كما تتضمن رسالة أخرى، وفق كحيل، وهي توجيه أصابع الاتهام للاحتلال الإسرائيلي وكل من يشاركه في حصار غزة، منوهاً إلى أن السفينة صغيرة الحجم وتحمل على متنها بعض المساعدات الطبية الدقيقة.
ونظم تحالف أسطول الحرية العديد من محاولات كسر الحصار البحري عن قطاع غزة، أبرزها عام 2010 في الأسطول الذي كانت تتقدمه سفينة "مافي مرمرة" التركية التي تعرضت لهجوم من بحرية الاحتلال أدى لاستشهاد عشرة متضامنين أتراك وإصابة العشرات من المتضامنين الدوليين.
وحول التفاعل الأوروبي مع القضية الفلسطينية، أكد كحيل أن الشارع الأوروبي الشعبي يتفاعل باستمرار بما يشكلّ ضغطاً على المستوى السياسي في أوروبا.
وقال، إن المجتمع الأوروبي يعي جيداً ماهية الرواية الفلسطينية، التي تواجه الآلة الإسرائيلية بقيادة اللوبي الصهيوني وسفارات الاحتلال في الدول الأوروبية.
وأضاف: "صمود الشعب الفلسطيني دفع بالرواية الفلسطينية للواجهة من جديد"، منبهاً إلى أن المناصرين للقضية الفلسطينية يزدادون وصوتهم أعلى من السابق.
وبيّن رئيس الحملة الأوروبية، أن المتضامنين في أوروبا يبذلون جهوداً لنشر القضية الفلسطينية وتوسيع المعرفة بحقيقة ما يجري من ظلم واضطهاد ضد الشعب الفلسطيني.
أهم الإنجازات
وتطرق كحيل، في حديثه إلى مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار القائمة في قطاع غزة حالياً، والتي عّدها "من أهم إنجازات الشعب الفلسطيني في المرحلة الأخيرة".
وقال: "مسيرة العودة أحد إبداعات الشعب الفلسطيني التي أذهلت العالم، وتحظى بمناصرة كبيرة في الشارع الأوروبي، كونها تطالب بحق الشعب الفلسطيني بعودته لأراضيه المحتلة".
وأكد أن الحراك السلمي الشعبي، أحرج الاحتلال الذي يواجه الصدور العارية بالدبابات، وكل من يتخفى خلف المقاومة السلمية، ويدّعي المفاوضات طريقاً وحيداً لحل القضية الفلسطينية.
واعتبر كحيل الانتفاضة المقبلة ضمن مسيرة العودة وسبعينية النكبة "انتفاضة جديدة للشعب الفلسطيني، تلقى صدى إيجابيا من المدافعين عن حقوق الإنسان وتكشف الوجه القبيح للاحتلال".
ورأى أن مسيرة العودة حققت أهدافها التي وضعتها وأوصلت رسالة مهمة للعالم أجمع، رغم المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، ضمن "صفقة القرن" وبالتآمر مع المحيط العربي.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية "عملية تراكمية، ومسيرة العودة قدمتها خطوة للأمام (...) لكن الطريق لا زال شائكاً وطويلا، والاحتلال شرس ولا يتورع عن القتل ضارباً القانون الدولي بعرض الحائط".
كيل بمكيالين
وبشأن اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها إليها في ذكرى النكبة، رأى كحيل في الخطوات الأمريكية كشفاً للتماهي الكبير بين الاحتلال وسياسة البيت الأبيض التي تكيل بمكيالين ولا تحترم القانون الدولي وتتعامل مع قانون الغاب، مشددا على أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
ويرى أن هناك تمايزاً بين الموقفين الأمريكي والأوروبي، إذ ابتعد الأخير كثيراً عن قرار ترامب، بتأكيده على أن القدس عاصمة لفلسطين "في ضوء القرارات الدولية للأمم المتحدة ومجلس الأمن".
واعتبر قرار نقل السفارة "أحادي الجانب ولن يكون له رصيد في النجاح، وستبقى القدس عاصمة لفلسطين رغم قرارات الإدارة الأمريكية"، مشيراً إلى أن هذه القرارات تأتي ضمن "صفقة القرن" التي تعد أهم التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، والذي سينجح في كسرها والحفاظ على حقوقه.