رغم قصر المدة التي تعرفت فيها عليه، إلا أن شخصيته الجميلة ذات الأخلاق السامية كانت تفتح المجال لأي شخص، أن يُحب ويتقرب منه، ويود أن يصبح صديقًا مقربًا له.
إنه الدكتور محمد خلة صيدلي وحاصل على ماجستير في التغذية، إضافة إلى عمله في أكثر من مكان مع المؤسسات الدولية والمحلية المهتمة بعمل دراسات للأسواق المحلية خاصة في المجال الزراعي وفي مجال نظم التسويق، كما أنه يعمل ضمن برنامج تطوير الأسواق الفلسطينية.
كانت البداية أثناء زيارة الدكتور محمد خله لزميل لنا في وزارة الزراعة، حيث كتب لي القدر أنا المهندس الزراعي محمد أبو عودة وقتها أن أتواجد في نفس المكتب مع ذاك الزميل وأتشرف بلقاء الدكتور محمد والحديث معه لأكثر من ساعة من الزمن.
حديث ربما كان هو البداية في أن أرسم صورة قوية لي في ذهن ذلك الرجل الذي بعد انتهاء زيارته لزميله في الوزارة لم ينسني وكأني علقت في ذهنه، ربما لأني قدمت له رؤية وفكرة مختلفة عن تلك الرؤية التي كان يتبناها عن كل موظفي العمل الحكومي.
لتبدأ بعد تلك الزيارة مرحلة جديدة في أن يكون الدكتور محمد خلة بداية خروجي من الصندوق الضيق وخروجي من العمل الحكومي البسيط إلى العمل مع المؤسسات الدولية والمحلية وتطوير ذاتي على كثير من المستويات.
كانت البداية بانتقالي من العمل الحكومي إلى العمل مع إحدى المؤسسات العاملة في المجال التنموي والمهتمة بالمجال الزراعي بشكل قوي، حيث أتاح لي الدكتور محمد خلة العمل في مركز معًا للعمل التنموي حيث كان هو مديري في أول مشروع عملت فيه.
قربي منه خلال عملي معه وطد من علاقتنا التي كنت أنا الرابح الأكبر منها، حيث استفدت من خبرته واتساع إدراكه، كما أنه ساعدني في تطوير نفسي والتفكير خارج الصندوق لأُخرج طاقاتي التي لم أكن على علم بوجودها لدي.
فبعد أن خرجت من إطار العمل الحكومي الضيق، اتجهت إلى العمل في مشاريع تقوم عليها المؤسسات الدولية في قطاع غزة، وهو ما وسع من إدراكي وزاد من معرفتي بالواقع الزراعي وتمكنت من تطوير ذاتي من مرشد زراعي إلى استشاري وخبير زراعي في عدة مواضيع.
كل ما وصلت إليه منذ خروجي من العمل الحكومي وحتى الآن لا يمكنني إلا أن أنسب الفضل فيه في البداية لله عز وجل ثم إلى الدكتور محمد خلة الذي كان له الفضل منذ البداية في ترشيحي للعمل في إحدى المؤسسات القوية والمعروفة.
لذلك أقول له شكرًا لك وشكرًا على أخلاقك ومد يد العون والمساعدة لي وسحبي من ضيق الفرص المتاحة أمامي إلى مكان أفضل وأسع لأستطيع بعدها الاستثمار في ذاتي لتطويرها، وهو ما لن أستطيع إنكاره أبدا.
شكرًا على إنسانيتك وأخلاقك ودينك الذي يظهر من خلال معاملتك مع جميع مع حولك، وكأن الخير البسيط الذي تقوم به من خلال مساعدة الناس يعود إليك بزيادة محبتهم لك.
