يشكّل شهر رمضان المبارك في بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل كابوسًا يؤرّق الأهالي، لأنّهم اعتادوا استقبال الشّهر الفضيل مع كمّ لا يحصى من اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمداهمات والاعتقالات والحواجز العسكرية، وهو أمر وفق الأهالي بات لا يخفى على أحد.
ويوضح النّاشط محمد عوض الذي يرصد اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته اليومية بحقّ الأهالي في البلدة لـ"فلسطين"، أنّ سلطات الاحتلال تستهدف البلدة بشكل كبير، من خلال الاعتقالات والمداهمات طيلة أنحاء العام، باعتبار البلدة من مواقع التّماس المباشرة مع جيشه ومستوطنيه.
لكنّ عوض يكشف بأنّ وتيرة الاقتحامات والمداهمات في البلدة تعتبر أكثر تضاعفًا خلال شهر رمضان المبارك، والتي تختلف عن الأيام العادية في حجم الاقتحامات والمداهمات والمواجهات وشدّتها التي توصف بالأعنف، وتتركز بين منازل المواطنين، ويعيش المواطنون أحوالًا نفسية متردّية، بفعل الخوف الدائم والقلق من وصول الغاز المسيل للدموع الذي يطلقه جنود الاحتلال على منازلهم لأطفالهم، وهو أمر يتكرر كلّ يوم.
ويبين عوض بأنّه في كلّ شهر رمضان يحصي أعدادًا كبيرة من الاعتقالات في البلدة، في إطار محاولة الاحتلال التصدّي لأعمال الرّشق بالحجارة التي تتكرر بحقّ مستوطنيه وآلياته العسكرية وجنوده في البلدة الواقعة بجوار الشّارع الالتفافي المسمّى (خط 60) أو شارع القدس -الخليل.
من جانبه، يوضح النّاشط في المقاومة الشّعبية يوسف أبو ماريا لـ"فلسطين" بأنّ شهر رمضان مختلف عن بقية الشّهور في البلدة التي يقارب تعداد سكّانها نحو (20) ألف نسمة، من ناحية "الاستفزازات" التي ينفّذها جنود الاحتلال بحقّ الأهالي في الأوقات التي تسبق موعد الإفطار بدقائق، من خلال إقامته للحواجز العسكرية على المداخل الرئيسة في البلدة من جانب، ومن خلال إطلاقه المتكرر للقنابل الغازية والصوتية صوب الأحياء السكنية في وقت يسبق الإفطار بنحو عشرة دقائق.
ويبين بأنّ بلدة بيت أمر تحيط بها (5) مستوطنات من جهات ثلاث، ويحاصرها الشارع الالتفافي المسمّى (خط 60) من الجهة الرّابعة، لافتا إلى أنّ تضييق الاحتلال في محيط الشارع يتصاعد بحقّ سكّان البلدة في ساعات الصّباح في أثناء خروجهم إلى أعمالهم وفي ساعات المساء في أثناء عودتهم، وهو أمر يشكّل ما يشبه الظّاهرة خلال شهر رمضان، وتصطفّ المركبات على طرفي الحاجز، ويتخلل الإجراء تفتيش في مركبات المارّة وتدقيق في بطاقاتهم الشّخصية.
ويلفت أبو ماريا إلى أنّ المواطنين في البلدة يحاولون ممارسة طقوس رمضان المعتادة من خلال التسوق والشّراء وممارسة الحياة الطبيعية والتزاور وإعداد الولائم، محاولين تجاوز الإجراءات العديدة التي تتسبب بها إجراءات الاحتلال، وللتكيّف على الواقع المرير الذي يحيونه، باعتبار أنّ هذا الإجراء بات جزءًا من حياة النّاس القاسية التي اعتادوها.