قائمة الموقع

​بسام ومنى.. عصفوران فرَّق الاحتلال شملهما عن مائدة رمضان

2018-05-20T07:25:45+03:00

"كنّا كعصفورين لا مكان محدد لنا، فكنا نتنقل في جميع مساجد مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لأداء صلاة العشاء والتراويح"، كانت هذه كلمات منى أبو بكر زوجة الأسير المريض بسام السايح.

"طيبة قلب بسام، المعتقل في مستشفى سجن "الرملة" دفعت الجميع لحبّه وجعلتنا طيلة شهر رمضان نلبي دعوات تناول طعام الإفطار في مختلف مناطق المدينة"، والقول لأبو بكر التي تشير إلى أنهما كانا يكرهان الروتين ويفضلان الانتقال من مكان لآخر طوال شهر رمضان.

"ما إن يعلن عن موعد الإفطار وننتهي من أداء صلاة العشاء والتراويح كان "بسام" يحرص على تناول الحلويات فكان محبًّا لها، محبًّا للاحتفال بشهر الصيام ورصد مظاهر الاحتفال باستقبال شهر الخير".

وبضحكة عفوية خرجت من حنجرة "أبو بكر" قبل أن تتمكن من السيطرة عليها، ظهرت وكأن عقارب الساعة أعادتها إلى السنوات التي جمعتها بزوجها "بسام" وعاداته في شهر رمضان، قائلة: "كان دائمًا يمسك صحن الحلوى والابتسامة تزين وجهه وعند سماع أذان المغرب يلتهمه بسرعة".

"كنا نخشى عليه أن يصاب بمرض السكري، بسبب عشقه للحلويات ودوامه عليها، أو أن يفقد شهيته لتناول الطعام، فكنت أفشل في ثنيه عن تناول الحلويات قبل الأكل".

صمتت أبو بكر للحظة، وهي تتحدث لصحيفة "فلسطين"، ثم أردفت قائلة: "كان بين بسام وبين الحلوى قصة عشق لا تنتهي، فبعد أن يأكل الحلوى يؤدي صلاة المغرب ثم يبدأ بتناول طعام الإفطار".

"حرص "بسام" على جلب جميع مكونات صناعة الحلوى وخاصة "الكنافة والكلاج" لتجهيزها للضيوف وتقديمها للأهل والأقارب خلال تلبيتهم عزومة إفطار رمضان، فامتاز بمهارته وسرعة صناعتها وإتقانها.

"عشقه للحلوى أنسته معظم المأكولات"، هكذا تقول، زوجته منى، التي اقتصر أكله على بعض المشاوي، وأكلته المفضلة "مخشي الكوسى" التي كان يفضلها.. فكانت عاداته أشبه بالعادات الطفولية الجميلة التي ميزته عن غيره.. فكان لا يكمل طبقه إذا لم يشمل أكلاته المفضلة.

وتقول أبو بكر بغصة، صمت أنا وبسام أربعة رمضانات, إمام أن أكون معتقلة أو يكون هو معتقل، وبعفوية تقول: "كنا متفقين إلى أبعد الحدود ونعشق السهر والتنقل وقضاء أيام رمضان في العبادة والتضرع إلى الله عز وجل".

وتنوى أبو بكر، الاعتكاف كل جمعة من شهر مضان المبارك في القدس والمسجد الأقصى المبارك برفقة المقدسيات، لصدّ الاعتداءات والتغول الإسرائيلي على المدينة المقدسة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى طمسها وتغيير معالمها.

والأسير السايح، يعيش ظروف صحية صعبة للغاية وهناك خطورة حقيقية على حياته كونه يعاني من السرطان ولا يتلقى علاجًا مناسبًا للعديد من الأمراض التي يعاني منها، فيما تراجعت صحته إلى حدّ الخطورة نتيجة إصابته بقصور حادّ في صمام القلب، ولا يقوى على الحركة والكلام، كما أنه يعاني من مشكلات في الرئتين، وصعوبة في التنفس.

بحزن تقول أبو بكر، منذ أن اعتقل بسام في 8 أكتوبر/ تشرين أول 2015، خلال حضور جلسة محاكمتي بمحكمة "سالم" العسكرية، تم نقله مباشرة إلى مستشفى سجن "الرملة" نتيجة خطورة حالته الصحية حيث يعاني من مجموعة أمراض أخطرها مرض السرطان في الدم والعظام، وأنا أنتظر عودته على أحر من الجمر لنكمل معًا بقية عمرنا.

وتعمدت الأجهزة الأمنية في رام الله، والاحتلال الإسرائيلي، باستخدام سياسة الباب الدوار مع "بسام" والتنغيص على أسرته وتفريقهما عن بعضهما وخير دليل على ذلك أنه وبعد تسع أيام من زواجه في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 تم اعتقاله من قبل أجهزة المخابرات التابعة للسلطة في رام الله، وما إن أفرج عنه اعتقل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

وتنتظر زوجة وأسرة الأسير المريض بسام السايح على أحرّ من الجمر أن يتم إطلاق سراحه وتقديم العلاج اللازم له، حتى ينعموا بالهدوء والطمأنينة بعيدًا عن الاحتلال الإسرائيلي.

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلية اعتقال نحو 6500 أسير فلسطيني بينهم 62 سيدة، 350 طفلًا، وستة نواب، و500 معتقل إداري، و1800 مريض، بالإضافة إلى 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وفق إحصائيات رسمية.

اخبار ذات صلة