فلسطين أون لاين

​اعتقال 21 فلسطينياً شاركوا فيها

أجواء حذرة في حيفا بعد قمع الاحتلال لمسيرة داعمة لغزة

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

ساد الحذر أجواء مدينة حيفا في الأراضي المحتلة عام 1948، بعد ليلة صعبة عاشتها المدينة عقب قمع الاحتلال الإسرائيلي مساء أول من أمس مسيرة شعبية خرجت دعما لقطاع غزة وتنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية، واعتقاله 21 فلسطينياً شارك فيها.

ولم يكن المشاركون في المسيرة ليتحركوا بضعة أمتار في إحدى طرق وسط مدينة حيفا المحتلة، حتى سارعت شرطة الاحتلال للاعتداء عليهم وقمعهم بالقوة.

وخرج المشاركون في المسيرة تنديدا بالمجزرة الدامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق مسيرة العودة قرب الشريط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 الإثنين الماضي تزامنا مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وإحياء للذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.

وهتف المشاركون في المظاهرة ضد الاحتلال، وطالبوا برفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال ورددوا هتافات مؤيدة لصمود غزة وفعاليات مسيرة العودة.

واعتدت شرطة الاحتلال على المشاركين بالهراوات والعصي الكهربائية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع مما تسبب في وقوع إصابات طفيفة في صفوفهم، إلى جانب الاعتداء على النائبين العربيين بالكنسيت جمال زحالقة وحنين زعبي وبعض الطواقم الإعلامية التي تواجدت لتغطية الحدث.

وشن الاحتلال حملة اعتقالات عشوائية في صفوف المتظاهرين بينهم قاصرون، عرف منهم، محمد كيال، وعلي مواسي، وسعيد سويدان، وعمار أبو قنديل، وجعفر فرح، وماهر سلامة، وعنان عودة، ونايف شقور، وشادي قسيس، وبلال زيداني، ونجوان أبو العلا، ومجد كيال، وبشار علي.

استفراد بالمعتقلين

وفي ذات السياق، ذكرت مصادر حقوقية أن عناصر شرطة الاحتلال استفردوا بمعتقلي المسيرة الشعبية واعتدوا عليهم بالضرب العنيف، الأمر الذي تتطلب نقل بعضهم إلى مشافي مدينة حيفا لتلقي العلاج، مبينة أنه جرى كسر قدم مدير مركز "مساواة" لحقوق المواطنين العرب في (إسرائيل)، جعفر فرح.

أما مركز "عدالة" الحقوقي، فأكد في بيان له، أن "العنف الذي استخدمه أفراد الشرطة والقوات الخاصة خلال مظاهرة حيفا، لم يكن مسبوقًا، وأنه تم اعتقال ٢١ شخصًا بشكل غير قانوني رغم سلمية المظاهرة، ولم تقف الشرطة عند هذا الحد، بل منعت الناس من التحرك أو الذهاب إلى البيت بعد تفريق المظاهرة بالقوة وحاولوا حصار المتظاهرين".

وأضاف بيان المركز "ولم تنته اعتداءات الشرطة في الميدان فقط، بل امتدت إلى مركز الشرطة حيث اعتدت على قسم من المعتقلين، واضطروا لنقل ٤ منهم للمستشفى لتلقي العلاج بعد إصرار المحامين، مثل مدير جمعية مساواة، جعفر فرح، الذي كسر أفراد الشرطة ساقه خلال الاعتداء عليه".

وذكر أن الشرطة حاولت في البداية منع المحامين من الدخول لرؤية المعتقلين في مركز الشرطة "بأوامر من قائد المركز، وتم احتجاز المعتقلين في المركز وإبقاءهم في وضعية الجلوس على أرضية مركز الشرطة، ما ترك آثار كدمات على أجسادهم، لا سيما على المعصمين".

وشدد المركز على أن الاعتداء على المظاهرة السلمية وحصار المتظاهرين واعتقالهم هو غير قانوني، داعيا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين الذين شاركوا في مظاهرة سلمية وارسوا حقهم الطبيعي في التعبير ولكن قابله عنف غير مسبوق من الشرطة.

وحدة الأرض والشعب

من جهتها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالمسيرات التي انطلقت في الداخل المحتل، معتبرة تنظيم الوقفة الحاشدة في حيفا تأكيد على وحدة الأرض والشعب والمصير وعلى فشل محاولات الاحتلال لتهويد مدننا الفلسطينية وطمس هويتها وطابعها العربي أو قتل فكرة المقاومة داخل أبناء الداخل المحتل.

وقالت الجبهة في بيان لها: "إن جماهير شعبنا في الداخل المحتل يجسدون بالتحامهم مع غزة وتشبثهم بحقوقهم الثابتة عمق ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه، وأن القوانين العنصرية والسياسات الاحتلالية المتواصلة بحقهم والهادفة لطردهم والاستيلاء على أرضهم فشلت في أن تزحزح تجذرهم بأرضهم وتشابكهم والتحامهم مع أبناء شعبنا وخصوصاً في غزة".

وأكدت على أهمية استمرار مسيرات العودة وانتقالها إلى كافة ساحات الوطن والشتات، لمواجهة سياسات الاحتلال ولإسقاط المشاريع التصفوية، وتأكيداً على ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني، داعية مدن وقرى الضفة إلى أن تتحوّل إلى كتلة لهب غاضبة في وجه الاحتلال الصهيوني ومواقعه العسكرية ومستعمراته.

يشار إلى أن اللجان الشعبية بالداخل المحتل أعلنت عن استمرار الحراك الداعم لقطاع غزة والمندد بالاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال بحق المشاركين في مسيرة العودة، شرق القطاع قبالة السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة.