فلسطين أون لاين

​آلاف المواطنين يحيون جمعة الوفاء للشهداء والجرحى شرق رفح

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

أحيا آلاف المواطنين، أمس، جمعة الوفاء للشهداء والجرحى على أرض مخيم العودة شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، حيث توافدوا قرب السياج الفاصل مع أراضي الـ48 بعد صلاة العصر.

وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى استمرار المسيرة على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة، رغم قمع الاحتلال للمتظاهرين وإصابة وقتل الآلاف من المتظاهرين السلميين.

وتجمهر المواطنون قبالة جنود الاحتلال المتمركزين في موقع كرم أبو سالم العسكري، ورفعوا الأعلام الفلسطينية.

وتقدم كبار السن والأطفال والنساء والشباب نحو السياج الفاصل تحت تغطية الدخان الأسود المنبعث من إشعال الإطارات المطاطية.

وأصيب في جمعة الوفاء للشهداء والجرحى، خمسة مواطنين برصاص الاحتلال شرق رفح، معظمها في الأقدام، وفق متابعة مراسل صحيفة "فلسطين".

وأدى المتظاهرون صلاة المغرب في اليوم الثاني من أيام شهر رمضان المبارك على أرض المخيم، وتناولوا طعام الإفطار على مقربة من أراضيهم المحتلة.

كما أدوا صلاتي العشاء والتراويح، في خيمتين كبيرتين، واحدة خصصت للرجال والأخرى للنساء.

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سعد المغاري: "سنواصل إرسال رسائلنا للاحتلال الجاثم على أرضنا، أنه لا مقام له على أرضنا".

وتابع المغاري في حديثه لصحيفة "فلسطين": "هذه أرضنا أرض الآباء والأجداد، ومهما زيّف اليهود والصهاينة التاريخ والجغرافيا ستبقى هذه الأرض لنا".

وخاطب المحتلين "اذهبوا وارجعوا إلى البلاد التي كنتم تسكنون فيها، ولن تكون لكم هذه الأرض مقاما ولن تكون لكم فيها حياة"، مشددا على "أننا لن نتنازل عن حقنا في العودة إلى ديارنا ولن تتغير هذه الرسالة".

ولفت المغاري الذي تقدم صفوف المتظاهرين إلى أن الحشود التي جاءت للمشاركة في مسيرة العودة وهي صائمة تبتغي أجر الرباط أمام الأسلاك الزائلة، وتؤكد أنه لا مقام للاحتلال على أرضنا.

وقال: "مستمرون في مسيرة العودة رغم التضحيات لأن فلسطين أغلى من الدم وتستحق منا فداءها بالغالي والنفيس، والقدس غالية وتحتاج منا الكثير"، مشيرا إلى أن رباط أهل غزة وجهادهم هما نيابة عن الأمة بأسرها.

وتابع المغاري: "سنكون عبادا لله أولي بأس شديد على الاحتلال، وإن شهدائنا خسرتهم الأرض وربحتهم السماء، ولن تبور تجارتهم مع الله".

بدوره، أوضح المسن صقر الكرد أنه جاء إلى أرض مخيم العودة ليغرس في نفوس أبنائه وأحفاده حب الوطن ويعرفهم على أرضهم في المجدل التي هجر الاحتلال منها والده وعائلته.

وأشار إلى أن الحصار المفروض على غزة جرف معالم الحياة عن سكان القطاع وبعثر أحلامهم وطموحاتهم وسرق مستقبل أبنائهم، مشددا على أنه "يجب كسر الحصار بأي ثمن".

وقال الكرد: "هذا العدو عليه أن يرحل من أرضنا إلى البلاد التي جاء منها".

ولفت إلى أنه لا يمكن للمطحونين في غزة الصبر أكثر من ذلك على الحصار، مشيرا إلى أن "النصر حليفنا بإذن الله لأننا أصحاب حق، وما ضاع حق وراءه مطالب".