قائمة الموقع

زينة رمضان محاولات لبعث الفرح في غزة الجريحة

2018-05-18T12:31:18+03:00

في محله الذي تكدست فيه أحبال الزينة والفوانيس الصغيرة يجلس المهندس محمود عوض، وهو يحاول تقديم المساعدة للزبائن الذين أتوا من مختلف محافظات غزة من أجل شراء زينة شهر رمضان الكريم.

ولسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيش فيها الناس في هذه المدة يحرص عوض بشدة على استيراد "زينة" تناسب الوضع المادي لهم، فكثير منهم يحاولون خلق أجواء خاصة بهذا الشهر، كي يكون لهم بداية خير وبركة.

أحبال الزينة

قال عوض الذي يعمل في مهنة بيع الهدايا وزينة رمضان منذ ما يزيد على 14 عامًا: "نحاول استيراد أحبال الزينة المضيئة والفوانيس والنجوم المضيئة والزينة الورقية وأجهزة الليزر، وكل نوع من هذه الأنواع يختلف ثمنه عن الآخر".

وأضاف: "ربما اختلف الإقبال هذا العام نوعًا ما عن العام السابق، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها الناس، فأغلب هذه الزينة انخفض ثمنها إلى النصف تقريبًا، فأصبحت ربة المنزل تأتي لشراء الزينة بأشكال مختلفة، ولكن بأسعار بسيطة، تناسب ما لديها من نقود".

طابع خاص

تابع عوض الذي ورث هذه المهنة عن والده قوله: "الزينة الرمضانية لها طابع خاص جدًّا لدى الناس، وتعطي انطباعًا بقرب شهر رمضان الكريم، وهم يلجئون إليها وسيلة للترفيه عن النفس والتخفيف من حدة الألم الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، ورغم كل شيء صعب نعانيه نحرص على خلق أجواء الفرحة لأطفالنا، كي نشجعهم على الصيام وحب هذا الشهر الفضيل".

وقال: "نحن التجار في شهر رمضان نحاول شراء البضائع والتعامل بحذر حتى لا تتكدس البضائع لدينا عند شراء أنواع مختلفة من الزينة، بكميات قليلة وأسعار زهيدة، تناسب الزبائن في الوقت الحالي".

وأشار عوض إلى أن بعض العائلات تكتفي بشراء أوراق "الفلين"، وتصنع منها زينة شهر رمضان، كأحبال الزينة والفوانيس، ويمكن صنعها بطريقة جميلة جدًّا، وهي غير مكلفة للزبائن وبسيطة وتدخل الفرحة على قلوب العائلات الفقيرة.

الزينة الورقية

وأضاف: "كذلك الكثير من العائلات تلجأ إلى شراء هذا الورق وتصنع منه أشكالًا مختلفة من الفوانيس والزينة وتبيعها في الأسواق، وهي تمثل مصدر رزق لهم".

أكمل: "صحيح أننا نعاني من حصار ووضع مالي صعب جدًّا، لكننا نحاول التخفيف من حدة الألم النفسي الذي نعيش فيه، فأطفالنا ليس لهم ذنب فيما يحدث لنا، وعلينا أن نخلق أجواء الفرحة لهم".

وتابع عوض حديثه: "أحيانًا ألتفت إلى السيدات اللواتي يأتين لشراء زينة رمضان، فأجد بعضهن تشتري بالونات ملونة، وبعض أحبال الإضاءة الصغيرة، وتصنع منها شيئًا خياليًّا لأطفالها كي يشعروا بالفرحة، وهذه الزينة لا تكلفها مبلغ 10 شواكل فقط، ولكنها تكون حريصة على تشجيع أبنائها على الصيام واحتفالهم بهذا الشهر الكريم".

وقال: "كان والدي يعمل منذ 14 عامًا في هذه المهنة؛ فقد أسس الشركة في عام 1994م، وعمل فيها مع إخوتي وقد ورثنا هذا العمل، وأصبحنا نعرف احتياجات السوق ونوفرها للزبائن".

إرضاء الزبون

ومضى بالقول: "هناك الكثير من البضائع لا نربح فيها إذا ما بيعت بسعر معين، ولكننا نحاول إرضاء الزبون بكل الطرق؛ فهو رأس مالنا، حتى إن كنا سنتكبد الخسارة لا نسمح بخروجه من المحل دون شراء الهدايا التي يريدها بأسعار مناسبة له".

وبين عوض أن التجار في هذه المدة يعانون كثيرًا، خاصة أنهم يدفعون إيجار المحال التجارية إضافة إلى تكاليف تشغيل المولدات الكهربائية والطاقة الشمسية، والبضائع التي تتكدس بعد شهر رمضان، ولكنهم يصرون على إكمال طريقهم في البيع، وينتظرون دائمًا أن تتحسن الظروف.

اخبار ذات صلة