اعتبر مختصان في الشأن الإسرائيلي، القصف المتكرر لمواقع المقاومة في قطاع غزة، والتهديد باغتيال قادة حركة حماس، محاولة إسرائيلية للقضاء على مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت بتاريخ 30 مارس/ آذار الماضي قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م.
وذكر المختصان في حديثهما لصحيفة "فلسطين" أن مسيرات العودة تسببت بضغط كبير على قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين الأمر الذي يدفعهما للجوء للتصعيد العسكري عبر قصف المواقع العسكرية أو التهديد باغتيال قادتها.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية، أمس، عدة مواقع تابعة للمقاومة في غزة، ردا على إطلاق نار تجاه مركبة عسكرية شمال القطاع، وفق مزاعم الاحتلال.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة إن التصعيدي العسكري والتهديد باغتيال قادة حماس يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية لوقف مسيرات العودة ووضع حد لها.
وأوضح أبو زايدة أن مسيرات العودة ألقت بظلالها السلبية على دولة الاحتلال وخاصة على الصعيد الدبلوماسي والسياسي، مشيرا إلى أن قادة الاحتلال يحاولون إنهاء الحراك السلمي قبل تطوره أو اقتحام الفلسطينيين لديارهم المحتلة.
وأشار الى أن هناك نية مبيتة لدى الاحتلال بالتصعيد العسكري، وهو يستعد على جميع الأحوال لذلك، لتكون الخطوة الأخيرة.
وأضاف: "(إسرائيل) تحاول الوصول للتصعيد العسكري تدريجا وصولا لحرب بشكل جدي، خاصة اذا ما استمر الحراك الشعبي بطريقته السلمية خلال الفترة القادمة"، مؤكدا أن تهديدات الاحتلال ذات طابع جدى ترجمت على أرض الواقع بزيادة حجم التصعيد القصف لمواقع المقاومة خلال الأيام الماضية.
وتوقع أبو زايدة أن يتواصل حراك مسيرات العودة "اذا لم يكن هناك تغير واضح وملموس على صعيد الحياة الانسانية في غزة".
ووافقه الرأي، المختص في الشأن الاسرائيلي مأمون أبو عامر، بالقول: "(اسرائيل) أصبحت لا تطيق ما يحدث على السياج الفاصل، وتحاول أن تحول المسيرات السلمية إلي مواجهة عسكرية لان الفلسطينيين هم الطرف الأضعف، لذلك هي تسعى لمعركة عسكرية متساوية لإسقاط هذه الصورة".
وقلل أبو عامر من أثر التهديدات الإسرائيلية بحق مسيرات العودة؛ لأنها قوبلت منذ انطلاقها باستخدام الرصاص الحي والمتفجر ضدّ المتظاهرين.
وأضاف "تحاول (اسرائيل) من خلال تهديداتها فرض الارادة الاسرائيلية على قطاع غزة ودفع قيادة حماس الى التراجع عن مسيرات العودة"، مؤكدا أن الاحتلال يحاول تحقيق نظرية الردع "مقابل كل رصاصة قذيفة، ومقابل كل حجر رصاصة وهو ما ترجمه بقصف مواقع المقاومة، وهذا ما تحاول (اسرائيل) فرضه".
وبين أن (اسرائيل) أرادت أن ترسل رسالة للجمهور الفلسطيني من خلال قصفها للمواقع المقاومة، تتمثل بأن الرد سيكون أكثر قساوة وعنف في حالة القيام بأعمال مستقبلية.