تذكر تقديرات إسرائيلية بأن مسيرة العودة وكسر الحصار في قطاع غزة ستتواصل وستنفجر بشكل أقوى في وجه الاحتلال الإسرائيلي، محذرة الأخيرة من عدم تداركه للأوضاع الأمنية.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة لبرلمان الاحتلال (الكنيست)، آفي ديختر، إن "انتهاء مليونية العودة لا يعني أن تشعر (إسرائيل) بالراحة الكاملة، فهناك ما زال أربعة أيام جمعة خلال شهر رمضان، وفي نهايته يبدأ فصل الصيف".
وأضاف ديختر، في لقاء مع صحيفة "مكور ريشون" العبرية، أمس، إن "توجه حماس كان يقضي بإشعال الضفة الغربية أسوة بغزة؛ لأن ذلك من شأنه اندلاع المواجهات في القدس والأقصى؛ لأنه لو سقط شهيد واحد هناك فإنه سيشعل انتفاضة جديدة" وفق قوله.
وأوضح ديختر أن "السيناريو الأسوأ الذي كان استعد له الجيش تمثل في فقدانه السيطرة على الجماهير الفلسطينية المحتشدة لاقتحام السياج الفاصل؛ لأنهم لو نجحوا في الوصول لأي تجمع استيطاني، فإن العملية العسكرية ستكون مختلفة كليا، ولو تمكن الفلسطينيون من التقدم مئات الأمتار داخل التجمع الاستيطاني فستحدث صورة مغايرة (فزعة)، وهم يفعلون فيه كل شيء".
وتابع أن "هذه الجولة من المسيرات ربما تكون انقضت، لكن هناك احتمال بأن تتجدد خلال الأسابيع القادمة، لا سيما بعد الخروج من صلوات الجمعة باتجاه السياج، وفرضية أن تتكاثر الأعداد إلى آلاف قوية ومتوفرة".
كما قال الكاتب السياسي في صحيفة "معاريف" العبرية، بن كسبيت، إن "قدرة (إسرائيل) بعدم تمكين الفلسطينيين من تحقيق تطلعاتهم باجتياز السياج قد تكون مؤقتة؛ لأنه من دون أفق سياسي معهم فإن الانفجار القادم في الطريق، ويتحمل المستوى السياسي في (إسرائيل) عدم القدرة على تحويل الإنجاز الميداني لمحصلات سياسية".
ورأي كسبيت أنه "في ظل عجز المستوى السياسي الإسرائيلي عن استثمار ما حصل على السياج مع غزة، فإننا أمام تجدد لهذه المسيرات، على أن تكون حصيلتها مشئات الضحايا".
فعاليات مستمرة
وفي السياق، أكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرة العودة محمود خلف، أن فعاليات المسيرة مستمرة طوال شهر رمضان المبارك، مع مراعاة لخصوصية الشهر الفضيل.
وأوضح خلف في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية اجتمعت، أول من أمس، وناقشت سير عمل المسيرات، وجرى التأكيد على استمرارية فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.
وبيّن أن خيام العودة ستبقى منصوبة وتستقبل المواطنين الوافدين إليها، من أجل ضمان استمرار وجودها، مشيراً إلى أنه سيتم تنظيم فعاليات متنوعة بشكل يومي.
وذكر خلف أن الفعاليات ستتضمن مبادرات إفطارات جماعية في المخيمات، وإقامة صلاة التراويح هناك.
أما عن أيام الجمعة، أشار إلى أن الدعوات مستمرة للتحشيد، حيث ستحمل هذه الجمعة اسم "الوفاء للشهداء"، فيما من المقرر أن يشهد الـ 5 من حزيران المقبل مليوينة أخرى تحت عنوان "مليونية القدس" في ذكرى احتلالها.
وقال "شهر رمضان سيكون حافزاً للمشاركة وليس تراجعاً، لذلك دعونا أن يكون هناك مشاركة واسعة من المواطنين في هذه المسيرات خاصة في أوقات العصر"، متوقعاً أن يكون هناك تفاعل كبير من المواطنين.
وشدد خلف على أن المسيرة مستمرة حتى تحقيق أهدافها، رغم التهديدات الإسرائيلية ومحاولات الردع التي تتبعها لترهيب المتظاهرين السلميين عبر سياسة قصف المواقع التابعة للمقاومة.
وتوّقع أن يواصل الاحتلال إطلاق النار تجاه المتظاهرين السلميين، كما جرى في الرابع عشر من أيام الماضي، واتباع سياسة القتل المتعمد.
وطالب عضو الهيئة الوطنية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للضغط على الاحتلال واعتبار ما جرى في 14 مايو "جريمة حرب"، ومحاسبة قادته، داعياً لضرورة التحرك العربي الرادع في مجلس الأمن ضد الاحتلال.